مسقط: رعى مساء أمس معالي السيد عبدالله البوسعيدي رئيس جهاز الرقابة المالية للدولة أمسية احتفائية بمناسبة يوم الشعر العالمي وذلك بمكتبة بوردرز بمسقط سيتي سنتر بالسيب، الأمسية نظمها أصدقاء الشعر، يتقدمهم الشاعر جابر الرواحي رئيس أسرة الشعر، وقدمها الإعلامي والقاص سليمان المعمري، وسط حضور متميز من الكتاب والمثقفين الذين لبوا الدعوة للاستمتاع والمشاركة بقراءات شعرية تنوعت بين العربية والمترجمة إليها. ووفقاً لصحيفة "الوطن" العمانية في بداية الأمسية قدم الشاعر طالب المعمري كلمة أصدقاء الشعر قال فيها: إنها مناسبة عزيزة علينا لنحتفي بالشعر في يوم مخصص له من قبل أعلى منظمة عالمية للثقافة (اليونيسكو).. الشعر الذي هو جزء من وجدان العربي وذاكرته فهو ليس غريباً عنا.. ولا نحن غرباء عنه. وتابع المعمري يقول: تذهب معنا وبنا القصيدة في وجودها وكينونتها الى الحتف والجنون والفرح اللامتناهي، فالقصيدة مرآة حياتنا نحب من خلالها ونكره، وأيضا يساعدنا الشعر على حب الآخرين أو كما قال الشاعر الألماني "ما يبقى يؤسسه الشعراء"..فإن الشاعر رسول حمزتوف الداغستاني قال: "أيها الشعراء، إننا لولاك يتيمٌ".. في هذا اليوم العالمي الخاص بالشعر نحاول أن نطرد هذا اليتم وأن نجعله - على الأقل- يوماً رمزياً لبهجة الشعر في مجده العالي ذاك، متخطيا الحدود واللغات والأمكنة.. شاهراً حضوره في العتمات، كحق يعلى ولا يعلى عليه.. فهو (أي الشعر) تضيق به عبارات التعريف والأقفاص بما يمثله من قوة في عنفوان التجديد كالشمس في توهجها الدائم، فالشعر الحقيقي "فانوس في ليل الذئاب" كما قال الراحل الشاعر سركون بولص. بعد ذلك تلت الشاعرة الدكتورة فاطمة الشيدية على مسامع الحضور كلمة المديرة العامة لليونسكو إيرينا يوكوفا بمناسبة اليوم العالمي للشعر جاء فيها: لكل لغة شعرها الخاص ولكل إنسان في أعماقه شاعر مرهف الحس، ويجسد الشعر سواء كان بسيطا أو مزخرفا أدق التفاصيل في بحور التجربة البشرية، فالشعر يعبر عما تعجز عن وصفه الكلمات، وعما يشكل الكنز المكنون للبشرية، فلنتذكر في هذا اليوم العالمي للشعر لعام 2010 أن الشعر موطن عالمي يستطيع فيه كافة الناس التواصل عبر كلمات مختلفة الألوان والأوزان والألحان، كلمات تستمد بريقها من جوهر الذات البشرية وصميم الكرامة الإنسانية أيا كانت اللغة.. وتابعت الشيدية تقول: ولما كانت اليونسكو ملتزمة بموجب ميثاقها التأسيسي بنشر "المثل العليا للديمقراطية التي تنادي بالكرامة والمساواة والاحترام للذات البشرية" فإنها ترى في الشعر معينا لاينضب إذ يكشف الشعر في كل زمان ومكان عن مكنونات النفس البشرية التي لا يمكن التعبير عنها بوسائل أخرى.. وختمت الشيدية تقول: إن الشعر صدى يتردد من مكان لآخر ويتجاوز جميع الحدود والحواجز وهو وسيلة للتواصل والتعارف واكتشاف الآخر فلنجعله سبيلا جديدا إلى السلام. ولم تلبث الشاعرة فاطمة الشيدية أن أنهت كلمة المديرة العامة لليونسكو حتى تتابع الشعراء الواحد تلو الآخر يصدحون بما دونت أقلامهم .. لملم زهران القاسمي "الأشياء التي سقطت"، وسافر يعقوب المفرجي، من جماعة الترجمة السلطان قابوس، عبر قصائد أجنبية قام بترجمتها، نحو بقعة أخرى من بقع الأرض، حيث قرأ "الكآبة" لجون كييت، و"الشارع المهجور" لروبرت فروست.. وغيرها من القصائد، تلاه الشاعر عبدالله المعمري في "بمسقط"، و"تصوف، و"ساحرة"، و"الفوتون الثاني" و"اقتباس"...إلخ، ومن الشعر البلوشي المترجم إلى العربية قرأ عاصم الصقري مختارات للشاعر عنبر البلوشي، ثم حلقت الشاعرة عائشة السيفي ب"نعم" و"لا تلومي الفتى" و"كيف سأبكي" و"حبا طفوليا أريده" في فضاءاتقزحية الألوان، وختم عيسى الصقري القراءات الشعرية بقصائد مترجمة للشاعر عبدالمجيد البلوشي. وفي ختام الجزء الأول من الأمسية قام السيد عبدالله البوسعيدي بتكريم الشعراء المشاركين ورعاة الأمسية، قبل أن يتسلم بدوره هدية تذكارية بالمناسبة، وأخذ الجميع استراحة قصيرة لتناول القهوة العمانية ليواصلوا بعدها الجزء الثاني من الأمسية بحلقة نقاش شارك فيها الحضور.