الرباط: وقعت أخيرا بمدينة تارودانت المغربية جريمتا قتل راح ضحيتها عضو جماعي بالمجلس القروي وعشيقته. وكشفت تحريات رجال الشرطة أن الجريمتين ارتكبتا من طرف شخص واحد وهو الضحية عضو المجلس، الذي وضع حدا لحياة عشيقته ومثل بجثتها قبل أن يقدم على قتل نفسه منتحرا بأحد الفنادق بالمدينة. وقائع هذه الجريمة المثيرة حسب مصادر أمنية انطلقت حين أثار انتباه زوجة الضحية المتهم "عضو المجلس القروي" التصرفات الغريبة لكلب حراسة كان يرافقها أثناء عملها في الحقل، في الساعات الأولى من الصباح. هرولت الزوجة نحو الكلب وكلما اقتربت من المكان الذي يوجد به، أزكمت أنفها رائحة كريهة، لتجد أنه عثر على مجموعة من بقايا عظام بشرية، بين أعشاب الحقل، معبأة داخل أكياس بلاستيكية، ومخبأة بأربعة مواقع متفرقة داخل إحدى الحقول التي يملكها الضحية المتهم. وبحسب صحيفة "الصحراء المغربية" لم تتمالك الزوجة نفسها من هول ما شاهدت، وهرولت مسرعة نحو أقرب مركز لرجال الدرك الملكي، لم تستطع أن تتمالك نفسها وهي تروي كل ما شاهدته، لتخبرهم أن مشهد الكلب وهو يتنقل بشكل غريب من موقع إلى آخر وسط الحقول، أثار شكوكها، ليتبين لها أنه كان ينبش بعض الحفر، وأخرج منها بقايا عظام بشرية، رائحتها كريهة جدا، موضوعة في أكياس بلاستيكية ومخبأة تحت التراب. انتقلت عناصر الدرك الملكي على الفور نحو المكان الذي حددته الزوجة، وكان برفقتهم الطبيب الشرعي للتعرف على نوعية العظام التي جرى العثور عليها، والتي تبين أنها عظام آدمية، بعد أن اكتشف الطبيب المنتدب أن عظام الحوض ما زال عالقا بها لحم بشري. نقلت العظام البشرية إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي بتارودانت، لإجراء التحاليل الطبية الأولية، وعرضها على مديرية الأبحاث والتحليلات التقنية والعلمية للدرك، لإنجاز تحليل على الحامض النووي للعظام، ومعرفة هوية صاحبها أو صاحبتها. وانطلقت تحريات رجال الدرك من موقع الجريمة إذ انطلقت عمليات الحفر في بعض المواقع المجاورة للحفرة الأولى، ليجري العثور على بقايا عظام أخرى، كما قام رجال الدرك بحملات تمشيطية واسعة، وبحث وسط أ باشرت عناصر الفرقة القضائية تحت إشراف رئيس مركز اجرم للدرك ورئيس المركز القضائي بسرية تارودانت بحثها للتعرف على هوية العظام، واتجهت كل الاحتمالات إلى أن تكون تلك العظام لإحدى فتيات قرية بمنطقة "إمين طيرت" دائرة اغرم إقليمتارودانت تدعى "ف.ع" 30سنة ، التي سبق أن اختفت عن الأنظار في ظروف غامضة منذ شهر دجنبر من سنة 2007. وأسفرت التحريات الأمنية على أن الضحية "ف.ع" كانت على علاقة غرامية غير شرعية مع الضحية المتهم، وأن زوجته "عضو المجلس القروي" سبق أن رفعت ضده دعوى قضائية بتهمة الخيانة الزوجية والفساد والتحريض عليه، لمعرفتها بعلاقته مع الضحية. وهنا بدأت تنكشف الخيوط الأولى لحل لغز الجريمتين، إذ تأكد رجال الشرطة القضائية للدرك الملكي، أنهم أمام وقائع جريمة قتل وتمثيل بجثة، بدافع تصفية حسابات شخصية قد تكون نشبت بين العضو الجماعي والضحية. أفادت المعلومات التي توصل إليها المحققون، أن العضو الجماعي كان ما يزال على علاقة بالضحية قبل اختفائها، رغم الدعوى القضائية التي رفعتها زوجته ضده. كما توصل المحققون بمعلومات تفيد أن عشيقته الضحية كانت حاملا، وأن العضو الجماعي قد يكون قرر وضع حد لحياتها كي لا ينكشف أمره بين أسرته وسكان الجماعة القروية، التي يمثلها. أثناء مباشرة التحريات الأمنية، والبحث عن العضو الجماعي، الذي اختفى بدوره منذ اليوم، الذي عثرت فيه زوجته على بقايا العظام البشرية بحقوله، وقرر رجال الدرك إصدار مذكرة بحث في حقه، بعث بها إلى جميع العناصر الأمنية بالإقليم، حيث انطلق البحث عن المتهم بتنسيق مع عناصر الأمن الإقليميبتارودانت داخل المؤسسات الفندقية، قبل أن يتوصل المحققون بخبر العثور على جثة العضو الجماعي مقتولة في غرف أحد الفنادق بتارودانت، تاركا وراءه رسالة كتبها بخط يده. وبالانتقال على الفور إلى موقع الجريمة، تبين أن الضحية، انتحر واضعا بذلك حدا لحياته، بعد أن شنق نفسه، وأنه تارك خلفه رسالة بخط يده وقعها باسمه الشخصي "ل. أ" يقر من خلالها بأنه من قتل بدوار تيزغت قيادة أضار بالجماعة نفسها. وعلمت فرقة التحقيق أثناء الاستماع إلى المشتبه فيهم، أن العضو الجماعي قتل العديد من الكلاب الضالة التي كانت تتجول بالدوار، ما يحيل إلى أن العضو قد يكون لجأ إلى ذلك في محاولة منه لتفادي عثور تلك الكلاب على الأطراف التي وزعها بأماكن مختلفة من الحقل وانتشالها من التراب، فيكتشف أمره.