منظمة العمل الدولية تحذر من ارتفاع البطالة بين الشباب غزة: حذرت منظمة العمل الدولية في تقريرها السنوي من ارتفاع نسب البطالة بين الشباب التي وصلت لأرقام قياسية، إلا أنها توقعت حصول تحسن في العام المقبل باستثناء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما ينعكس بدوره على قطاع غزة الذى يعاني من الحصار وتنتشر البطالة بين شبابه بعد منع إسرائيل العمالة القادمة من غزة من العمل لديها.
وذكرت إذاعة "دوتشه فيله" الألمانية أن خريجو الجامعات يضطرون أحيانا للعمل في التنظيف ضمن برامج تشغيل مؤقتة تمولها الأممالمتحدة وتشرف عليها المجالس المحلية في القطاع. وتتيح هذه البرامج للخريج العمل عدة أشهر في مجال تنظيف الشوارع.
لكن أزمة بطالة الخريجين فاقت كافة البرامج، فأبو لؤي من مدينة رفح اعتبر السنوات الأربع الأخيرة بمثابة الكابوس الأسود قائلا: "أنا خريج جامعي من 23عاما وكنت أشتغل عاملا في إسرائيل بأجر يومي يصل إلى 150 دولار. اليوم مش قادر أعمل شيء. الكل بقلك ما فيش شغل. طيب كيف بدنا نعيش؟ إسرائيل أغلقت المعابر وكل اللي بيشتغلوا في المهن الحرفية عاطلين".
وحسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن أعلى معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية، خلال الربع الأول للعام 2010، سجلت في محافظة خان يونس بجنوب قطاع غزة. وأعلن التقرير بأن معدل البطالة في محافظة خان يونس يبلغ 41% تأتي بعدها دير البلح بمعدل 35% ثم مدينة غزة بمعدل قدره 32.9% .
ووفق جهاز الإحصاء الفلسطيني فإن الشباب من الفئة العمرية 20- 24 سنة، سجلوا أعلى نسبة للبطالة في المناطق الفلسطينية وصلت إلى 43.4% . أما الفئة العمرية 15-19 سنة فجاء في المرتبة الثانية إذ بلغ معدل البطالة 38.4% ، تليها الفئة العمرية 25- 29 سنة وبلغت 32.2% .
وأخذت الأصوات ترتفع في غزة محذرة من مخاطر البطالة وخصوصا بين الشباب. وأوضح الدكتور سعد عبد الله الأخصائي النفسي والاجتماعي بأن مشكلة الشباب في القطاع تكمن في حرب العام الماضي وارتفاع نسبة البطالة، بالإضافة إلى المستقبل المجهول الذي ينتظر الأجيال القادمة.
وأضاف عبد الله: "المشكلة الكبرى هي أنه لا توجد بنية أساسية للمجتمع في غزة. فكل ما نحاول بناؤه يهدمه الحصار وتقطيع أوصال المناطق الجغرافية الواحدة وعرقلة حركة التصدير والاستيراد والقصف الإسرائيلي".
ومع ارتفاع نسب البطالة بين الشباب في قطاع غزة تم رصد ظواهر عديدة لم تكن مألوفة من قبل بهذه الكثافة، كظاهرة تعاطي المخدرات والمنشطات. فقد لوحظ مؤخرا، أن ظاهرة تعاطي حبوب التريمال المنشطة (السعادة) قد انتشرت بين العاطلين عن العمل في قطاع غزة بكثافة.