من أشهر قصص العشاق في العصور القديمة قصة حب قيس بن الملوح وليلى العامرية، هذه القصة التي تم تداولها بين الأجيال المختلفة حتى إنه تم تناولها في عدد من الأعمال الفنية. العاشق هنا هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، واحداً من أشهر شعراء الغزل من أهل نجد، وملماً بأخبار الشعراء وقصائدهم، وإن كان شعره قد دار في فلك حبه وعشقه لابنة عمه ليلى العامرية، فنظم فيها العديد من القصائد الرائعة والتي بث فيها حبه وولعه وعذابه في عشقه لها، فعرف بمجنون ليلى. بدأت قصة الحب يبن كل من قيس وليلي منذ الصغر فقد نشئا وترعرعا معاً، وقد هام قيس بها عشقاً ولا يزالا متعلقان بحبهما معاً حتى كبرا فقام أهل ليلى بأبعادها عنه، فأنطلق ينشد الأشعار في عشقه لها، وعندما عرف والدها بحب قيس لها وإنشاده للأشعار فيها سعى من اجل إبعاد ابنته وتزويجها من أخر حتى تنتهي هذه القصة، فقام بتزويجها من رجل يدعى ورد بن محمد العقيلي. ولكن لم تكن هذه هي النهاية بالنسبة لقيس فقد انطلق مطروداً هائماً على وجهه في الصحراء ينشد الأشعار ويبث ما في نفسه من شوق وحزن لفراقه لليلي وبعده عنها، ويقال أن هذا الحب قد ذهب بعقله، وكانت ليلى بدورها تكن الكثير من الحب لقيس الأمر الذي أدى في النهاية لمرضها ووفاتها بعد ذلك. مما قاله قيس عندما علم بمرضها أَلا إِنَّ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ وَأَنتَ خَليُّ البالِ تَلهو وَتَرقُدُ فَلَو كُنتَ يا مَجنونُ تَضنى مِنَ الهَوى لَبِتَّ كَما باتَ السَليمُ المُسَهَّدُ يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ iiمَريضَةٌ فَما لَكَ لا تَضنى وَأَنتَ iiصَديقُ شَفى اللَهُ مَرضى بِالعِراقِ فَإِنَّني عَلى كُلِّ مَرضى بِالعِراقِ iiشَفيقُ واستمر حال قيس يزداد سوءاً على مدار الأيام، وكان يتلمس أخبار ليلى من الناس، وعندما علم بموتها تدهورت حاله أكثر وظل هكذا حتى كانت وفاته من كثرة ألمه لفراقه لمحبوبته فوجدوه ملقى ميتاً على الأحجار فحمل إلى أهله وكان ذلك في عام 68ه - 687م. من شعره في ليلى تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ iiناهِيا وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ iiظِلَّهُ بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ iiلاهِيا بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ iiكَوكَباً بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً iiيَمانِيا فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى iiتَوَقَّدَت بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا iiلِيا فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ iiالغَضى وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ iiلَيالِيا فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي iiمُهِمَّةٍ إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ iiماهِيا خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا iiصَبابَةً وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا iiتَداوِيا وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ iiبَعدَما يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا وقال أيضاً لَقَد لامَني في حُبِّ لَيلى أَقارِبي أَبي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ خالي وَخالِيا يَقولونَ لَيلى أَهلُ بَيتِ iiعَداوَةٍ بِنَفسِيَ لَيلى مِن عَدوٍّ وَمالِيا أَرى أَهلَ لَيلى لا يُريدُنَني iiلَها بِشَيءٍ وَلا أَهلي يُريدونَها iiلِيا قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا قَسَمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني iiوَبَينَها فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا أَلا يا حَماماتِ العِراقِ iiأَعِنَّني عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ iiبُكائِيا يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ فَيا لَيتَني كُنتُ الطَبيبَ iiالمُداوِيا فَشابَ بَنو لَيلى وَشابَ اِبنُ iiبِنتِها وَحُرقَةُ لَيلى في الفُؤادِ كَما هِيا