ريشة خضر عام 2011 عام ملىء بالأمنيات وقد تحققت المعجزة فليلى العامرية عشيقة قيس ابن الملوح والتى حرمها أهلها من البقاء معه وفرقوا بين قلبيهما حتى ماتت حزنا عليه تمنت أن تعود من جديد ليوم واحد وأن يمنحها القدر الحياة مرة أخرى ربما تصادف حبا جديدا ينسيها جرح قلبها وها هو القدر جاء كريما معطاء فتتحقق الأمنية وتنزل مصر وتمشى بين شوارعها وتجلس على المقاهى متأملة وجوه الناس عام2011.. كانت أول كلمات تسمعها ليلى فى الشارع وهى تسير وسط زحام القاهرة أغنية (أنا مش خرنج) ليلى تستفسر عن معنى الكلمة ولا أحد يجيبها تبحث فى أشعار قيس التى مازالت تحتفظ بها فلا تجد معنى لما تسمعه، عيناها تقع على بيت شعر من أبيات ابن الملوح يقول (سحرتنى ليلى بسواد عينها إنما السحر فى سواد العيون) ليس من المعقول أن تكون كلمة خرنج هى وصف لشىء جميل.. ليلى تسير على مهل فى شوارع وسط القاهرة.. رغما عنها تستوقفها الكلمات الجارحة من الصبية، أين الغزل الجميل؟ أين الشعر العفيف؟ إنها ضحية لكلمات الغزل فوالدها فرق بينها وبين ابن عمها لوصفه محاسنها لأنه يعشقها فهل من المعقول أن يكون كل من فى الشارع عام 2011 يتغزل ويقتحم خصوصية النساء دون أن يعرفهن تتأمل فى وجوه الرجال والنساء.. الرجل يسبق زوجته بعدة خطوات وامرأته تحاول اللحاق به وهو يفر من كلامها، لا أحد يمسك بيد زوجته فى الشارع لا أحد يستمتع بالنظر فى عيون حبيبته.. ليلى تستمع لأغنية أخرى تقول كلماتها (مستهون بالستات يا أخويا دول مجانين) ومطرب آخر يهدد حبيبته بأنه (سيفرسها) بخمسة أو 6 ستات وآخر يعرفها أنه إنسان سوداوى الطبع، وفريق آخر يغنى ياخاينه يا حقيرة أنت أكيد فى النار أنا مش حندم عليك لأنى أخدت بالثار. وتتذكر ليلى بحزن يوم أن أغشى على قيس فيه عندما قالت له (كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين تبلغنا العيون بما أردنا وفى القلبين ثم هوى دفين فطب نفسا وقر عينا فإن هواك فى قلبى معين. أين العشق الذى ماتت بسببه ولحق الهوان والهزال بقيس ليموت بجانبها حزنا وقفت عند بائع الجرائد مانشيتات الصحف تفزعها زوج يلقى زيتاً مغلياً على زوجته أثناء نومها وخطيب يلقى بماء نار على وجه خطيبته لرفضها إتمام الزواج حبيب يفضح حبيبته وينشر صورها على النت أين قيس الذى جن من هواها ولم يفكر يوما فى إيذائها؟ قيس الذى مات حزنا عليها ولم تراوده لحظة ثأر أو انتقام، ليلى تمشى على كورنيش النيل، الفتيات والشباب يتبادلن الحب أمام المارة فقط ولكن بينهم لا مكان للحب، ليلى تأكدت من أنها لن تجد أحسن من حبيبها قيس. عادت من جديد إلى قبرها بجانبه قبل انتهاء اليوم فالبكاء على حب حقيقى لم يكتمل أفضل من الحياة فى مسرحية هزلية تخلو من المشاعر الحقيقة.. ليت قيس كان حيا معها ليعلما الناس كيف يتحابان كيف يكون الغزل وكيف يكون العشق كيف تكون المرأة بإرادتها أسيرة لعاشق مجنون دون أن تشعر بأنها مقيدة.