الرياض: توقع عدد من المستثمرين النفطيين في بورصة الطاقة العالمية ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات جديدة لتلامس مستوى ال 80 دولارا للبرميل خلال الأسابيع القليلة القادمة متأثرة بالعديد من العوامل أبرزها ظهور مؤشرات على تعافي الاقتصاد العالمي فضلا عن ارتفاع الطلب على النفط الخام في الدول الصناعية مما أدى إلى هبوط إمدادات البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشارو إلى أن نمو الطلب العالمي على الوقود الاحفوري خلال الربع الرابع من العام الجاري فضلا عن استمراره في الصعود بوتيرة ضعيفة خلال العام المقبل يرتبط بصورة كبيرة مع مدى نجاح خطط التحفيز في المساهمة في انعاش الاقتصاد العالمي وبالتالي عودة النمو من جديد إلى القطاعات الصناعية والتجارية وحركة الاستثمارات وازدهار المشاريع التنموية. وعزز المستثمرون من توقعاتهم لارتفاع أسعار النفط وفقا لما ورد في صحيفة "الرياض" السعودية دخول موسم الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث يزداد الطلب على وقود التدفئة، إضافة عودة المصافي النفطية إلى العمل بقرب طاقتها القصوى بعد توقف جزء منها لإغراض الصيانة الدورية ما يرفع الطلب على النفط الخام لمواجهة احتياجات المصافي لتوفير المواد البترولية المكررة. ويشير فى ذلك الصدد أحد خبراء أسواق السلع الأولية لدى مصرف "كريدى سويس" فى زيوريخ إلى ان انكماش مستويات المخزون من الوقود لم ترجع إلى ارتفاع الطلب فى السوق الأمريكى الأمر الذى يعنى أن النفط معرضًا للعودة مرة اخرى إلى نطاق سعرى يتراوح ما بين 68 و 75 دولارا للبرميل. وتأتى الارتفاعات المحققة لأسعار النفط خلال الأسبوع الماضى فى ظل التوقعات التى ترجح انتعاش مستويات الطلب العالمى على النفط حيث رفعت منظمة "أوبك" تقديراتها المتعلقة بمستويات الاستهلاك العالمى للنفط المتوقعة فى العام المقبل نظرا لمؤشرات النمو التى تحظى بها حاليا الاقتصاديات الناشئة. ويسهم أيضًا ضعف سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية فى تنشيط حركة الاستثمارات بشكل عام نحو أسواق السلع الأولية ومن بينها السوق البترولى. وتشير التقديرات التى أوردها تقرير لشبكة "بلومبرج" إلى أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام مهيأة الأسبوع الحالى لإحراز ارتفاعا بنحو 8.6 % وهو ما يعتبر أكبر ارتفاع فى أسبوع التعاملات المنتهى فى 21 أغسطس الماضى. وقد ساهمت هذه الأنباء في صعود أسعار النفط إلى ما فوق 78 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي محققة مكاسب لأكثر من 8 دولارات خلال أسبوع واحد يساندها تهافت المستثمرين على شراء عقود النفط بعد تهاوي سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسة وظهور ملامح إيجابية على إمكانية تقدم أسعار النفط إلى مستوى 80 دولارا في غضون الأسابيع القادمة. وعلى صعيد متصل فقد توقعت منظمة "أوبك" زيادة الطلب على نفطها العام القادم مع تحسن أداء الاقتصاد العالمي، مشيرةً إلى اتجاه أسعار النفط نحو مستوى 74 دولاراً للبرميل. وقالت أوبك في تقريرها الشهري:" إن الطلب على نفطها سيبلغ في المتوسط 28.39 مليون برميل يوميا في 2010 أي بارتفاع 300 الف برميل عن تقديراتها السابقة الا انها اشارت الى وجود حاجة لمواصلة مراقبة الاوضاع الاقتصادية والتطورات في سوق النفط". ويرى محللون بان حلول الطقس البارد في اوروبا والولاياتالمتحدة وهي اكبر مستهلك للطاقة في العالم وفي وقت مبكر و تزامنه مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي دفع باسعار الخام الى الارتفاع في الاسواق العالمية. وأضاف التقرير أنه يبدو أن الاقتصاد العالمي بدا يدخل مرحلة جديدة و يتحرك من فترة احتواء الأزمة إلى فترة الانتعاش. وأشار التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إلى أن المنظمة رفعت كذلك من توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال العام القادم مقدرة ان تصل الزيادة بواقع 700 الف برميل يوميا أي بارتفاع 200 الف برميل عن توقعاتها السابقة. وكانت منظمة أوبك قد خفضت الانتاج منذ سبتمبر من العام الماضي اذ ادى الكساد الى تراجع الطلب بصورة حادة. واتفقت المجموعة على الابقاء على خفض الانتاج بواقع 4.2 مليون برميل يوميا خلال اجتماعها الذي عقد في التاسع من سبتمبر الماضي في فيينا. وقالت المنظمة في تقريرها :" إن انتاج النفط من جميع اعضائها باستثناء العراق التي لا يخضع بعد لنظام الحصص الانتاجية ارتفع في سبتمبر ليصل إلى 26.42 مليون برميل في اليوم الامر الذي يخفض مستوى الالتزام بخفض الانتاج الى 62% من 64% في اغسطس". ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعها الوزاري القادم في انجولا في شهر ديسمبر لتحديد مستويات الانتاج للربع الاول من العام القادم و مراجعة مستويات الأسعار.