محيط: هدد أكبر الإتحادات العمالية في تركيا الأربعاء بتنظيم مسيرة في مطلع مايو المقبل بمناسبة عيد العمال في ميدان "تكسيم" أشهر ميادين مدينة "اسطنبول" رغم الحظر الحكومي لأية مسيرات في هذا الميدان. ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قال رئيس الإتحاد الثوري لنقابات العمال سليمان جلبي في بيان صحفي: "إن الإتحاد سيحتفل بهذه المناسبة السنوية بتسيير مسيرة حاشدة في ميدان "تكسيم" متجاهلا التحذيرات المسبقة التي وجهتها أنقرة حول أنها لن تسمح بمسيرات من أي نوع في هذا الميدان." ورفض جلبي الإمتثال لطلب الحكومة بإقامة هذه المسيرة في ميدان غير ميدان "تكسيم" قائلا: "المسيرة ستقام في المكان نفسه حسبما جرت عليه العادة منذ 32 عاما" ما قد يعيد مشهد الصدامات الذي يتكرر في الأول من مايو من كل عام. وأضاف بأن 15 يوما تفصل عن احتفال العمال بمهرجانهم السنوي الذي وصفه بأنه سيكون صاخبا" خلافا لما كانت عليه مهرجانات العمال في السنوات الماضية. وكانت السلطات التركية قد حظرت الإحتفال بيوم العمال في "تكسيم" بعد الأحداث الدموية التي وقعت مطلع مايو 1977 عندما انقلبت مسيرة العمال إلى مجزرة قتل فيها حوالي 30 شخصا وتحول هذا اليوم الذي سمي ب"الأول من مايو الدامي" إلى مناسبة للتظاهرات والمسيرات وكذلك الصدامات. وبات ميدان "تكسيم" أكبر ميادين "اسطنبول" كبرى المدن التركية مساحة وكثافة سكانية رمزا للنضال العمالي ضد سياسات أنقرة خصوصا في الأجور وظروف العمل وهو ما يفسر اصرار الإتحادات العمالية على تحدي الحكومة واجراءاتها. واستبقت أنقرة تحضيرات العمال لهذه المسيرة بالإعلان عن اعتبار الأول من مايو يوم عطلة من كل عام وأبدت موافقتها على السماح بإجراء مسيرات في هذه المناسبة لكن في مكان غير "تكسيم" تلافيا لمشهد الصدامات الذي تكرر على مدى ثلاثة عقود مضت ليس في هذا الميدان فحسب بل في مدن أخرى.