محيط : كشفت مصادر مطلعة اليوم الأربعاء أن باراك أوباما والطاقم السياسى العامل معه لن يتأخرا كثيرا فى وضع الوعود الانتخابية بشأن السياسة الخارجية المتعلقة بشؤون أفغانستانوباكستان وإيران، مشيرةً إلى أن الإعداد للوقوف على الأوضاع بهذه الدول قد انطلق العمل عليه مبكرا على المستوى العسكرى فى انتظار تسلم أوباما مقاليد السلطة رسميًا مع بداية السنة المقبلة. ويعكف ديفيد بترايوس قائد القيادة الأمريكية الوسطى، على إعداد ملفات عن الوضع فى عشرين دولة تشكل منطقة عملياته، بينها الدول الثلاث المذكورة آنفا, موضحةً أن التقارير التحليلية التى يتم العمل عليها تحاول تحديد "النقاط الساخنة" التى قد تعترض الإدارة الجديدة، بصرف النظر عن هوية الرئيس المقبل، وعلى رأس تلك النقاط ملفات أفغانستانوباكستان وإيران. ويقول مراقبون إن هذه الدول الثلاث ستكون فى قلب الرحى بالنسبة للسياسة الخارجية الامريكية فى عهد الرئيس الديمقراطى، ويبنى هؤلاء المراقبون تقديراتهم على تصريحات الرئيس الأمريكى على مدار الحملة التى سبقت الانتخابات الرئاسية فى الولاياتالمتحدة. ويعتبر أوباما أن على بلاده ان تواصل سياسة مكافحة الإرهاب ولكن بملاحقته فى مخابئه فى الجبال المنتصبة على الحدود الباكستانية الافغانية، مصرًا على ضرورة النجاح فى نقل المعركة الى موقع الارهابيين لحماية الشعب الامريكى والافغاني. ويدعو الرئيس الجديد إلى وضع حد للحرب على العراق واستثمار ذلك لتعزيز قوة الجيش وإنهاء القتال ضد القاعدة وطالبان بأفغانستان والمنطقة الحدودية بباكستان والتى تعتبر الجبهة المركزية فى الحرب على الإرهاب, حيث يرى أن تلك المنطقة هى التى يختبئ فيها "أسامة بن لادن والإرهابيون" الذين قتلوا نحو ثلاثة الاف امريكى على ارض امريكية ويواصلون التآمر بعد سبعة اعوام من هجمات سبتمبر 2001". ويربط ساكن البيت الأبيض الجديد بين النجاح فى أفغانستان بنجاح يرفده فى باكستان. وأوباما على اقتناع تام بأن أفغانستان تعد "الجبهة المركزية" فى الحرب على الارهاب، وأن أمريكا تحتاج الى وجود سياسة أمريكية تلزم باكستان بالعمل ضد الارهابيين الذين يهددون "أمننا المشترك". ويشدد أوباما على ضرورة الفوز بالحرب ضد هؤلاء ووعد قبل وصوله الى الرئاسة بأنه سيجعل "القضاء على هؤلاء الارهابيين الذين يهددون امريكا وانجاز المهمة ضد طالبان اكبر اولوياته", ويؤمن بأن "الولاياتالمتحدة لن يكون بمقدورها النجاح فى افغانستان او تأمين امريكا طالما ظل هناك ملاذ امن للإرهابيين فى شمالى غربى باكستان". ويذكّر أوباما بأنه قام بالمشاركة فى تقديم مشروع قانون لمضاعفة المساعدات غير العسكرية المقدمة للشعب الباكستانى ثلاث مرات وضمان ان يتم استخدام المساعدات العسكرية لمحاربة طالبان والقاعدة فى المناطق القبلية لباكستان. ويقول المحللون ان أخطر ما يخطط له أوباما بالنسبة لباكستان، هو استعداده لشن الحرب عليها بتعلة ملاحقة التنظيمات الدينية المتشددة التى تنشط على أراضيها، وتساهم فى تعميق مأزق الجيش الأمريكى فى أفغانستان. وقال أوباما:" إذا كانت الحكومة الباكستانية ليست قادرة او لا تريد" القضاء على تنظيم القاعدة "فاعتقد انه علينا التحرك لتحقيق ذلك.. سنقتل اسامة بن لادن وسنسحق القاعدة هذا هو ما يجب ان يكون الأولوية الكبرى لأمننا القومي". وبعيد فوزه أكد الرئيس الامريكى الجديد أن "فجرا جديدا" من القيادة أهل على الولاياتالمتحدة. ووجه تحذيرا شديدا لأعداء الولاياتالمتحدة، متعهدا فى الوقت نفسه بالعمل مع الحلفاء. وقال: "نحن على أعتاب فجر جديد للقيادة الامريكية. ونقول لمن يريدون تمزيق العالم: سنهزمكم. ونقول لمن يريدون السلام والامن: سنساعدكم".