مهدي كروبي يعلن ترشيحه لرئاسة إيران وغموض بشأن موقف خاتمي ونجاد مهدي كروبي طهران : أعلن رئيس مجلس الشورى الايراني السابق الاصلاحي مهدي كروبي اليوم الأحد ترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في يونيو/حزيران 2009. وأضاف في مؤتمر صحفي: "بعد مشاورات عديدة قمت بها ورغم معرفتي بالصعوبات التي ستعترض طريقي، اعلن استعدادي للترشح". وقال كروبي "دخلت السباق بعد قرار جدي بالقيام بنشاطات وان اكون حاضرا على الدوام" ، لكن لم يستبعد الانسحاب لاحقا لصالح مرشح اصلاحي اذا تبين ان هذا الاخير اوفر حظا بالفوز. وتابع "اقترحت أن يعلن كل المرشحين عن نواياهم وان يبدأوا حملاتهم وبعد فترة يجب أن نجلس وأن نحدد من الاوفر حظا". ويعد كروبي أول مسؤول سياسي ايراني يعلن ترشيحه الى الانتخابات المقبلة ، حيث امتنع الرئيس محمود احمدي نجاد حتى الان عن القول ما اذا كان سيترشح لولاية ثانية ، فيما لم يعلن الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) الشخصية البارزة في المعسكر الاصلاحي ما اذا كان سيترشح ام لا. وتولى كروبي رئاسة مجلس الشورى الايراني بين 1990 و1992 وبين 2000 و2004. وقد اخفق في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الايرانية في 2005. وحل يومها في المرتبة الثالثة وندد بعملية تزوير منظمة وانتخابات "مزورة" لمنعه من الوصول الى الدورة الثانية. ودعا كروبي في حينه الى دعم ترشيح المحافظ المعتدل اكبر هاشمي رفنسجاني الذي خسر امام محمود احمدي نجاد خطة محكمة وكانت الجبهة الإصلاحية الإيرانية قد أعلنت مؤخرًا أنها اعدت خطة محكمة لايجاد تحالف أكيد ومضمون بين الرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس الشوري الاسبق مهدي كروبي لخوض الانتخابات الرئاسية بهدف انزال الهزيمة المؤكدة بمرشح المحافظين الابرز والمدعوم من جانب المرشد علي خامنئي الرئيس الحالي احمدي نجاد. وأكدت الجبهة أن خاتمي وكروبي توصلا إلى نتيجة نهائية، هي تقديم مرشح أساسي واحد من جانب الاصلاحيين، لان كثرة المرشحين وتعددهم قد تؤدي الى تشتت آراء الناخبين وانصار القوى الاصلاحية وهذا سيكون قطعا لمصلحة مرشح السلطة والنظام. وعلى الرغم من هذا الاتفاق ، أعلن حزب "اعتماد ملي" الذي يترأسه كروبي أن هذا الاخير لن يتنازل لاي مرشح آخر وانه سيدخل الانتخابات من دون التحالف مع أي حزب او تيار آخر مهما كانت الدوافع، فيما اعلن مكتب خاتمي انه لم يتخذ حتى الان قراره النهائي لجهة المشاركة او عدمها، وان القرار سوف يكون متناسبا مع تطلعات الشعب ومواقفه. أبرز المرشحين ويسعى الإصلاحيون حتى الان إلى إقناع خاتمي بالترشيح للمنصب، إلا إنهم يطرحون اسم نائب الرئيس السابق محمد على نجافي (56 عاما) وهو حاليا عضو في مجلس مدينة طهران كبديل لخاتمي. وقد يكون المرشح المحتمل الآخر من معسكر المعارضة رئيس مجلس الامن القومى السابق حسن روحاني (60 عاما)، وهو رجل دين معتدل ووثيق الصلة ايضا بالرئيس الاسبق ذي النفوذ علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وترددت تقارير مفادها أن المجموعات المحافظة التي تنتقد نجاد قد تختار رئيس البرلمان علي لاريجاني كمرشح لهم ، ولكن كبير المفاوضين النوويين السابق صرح اليوم السبت انه ليس لديه اي خطط لخوض الانتخابات. ويبرز وجه عمدة طهران محمد باقر قاليباف كأبرز المرشحين من المعسكر المحافظ ، حيث يحظى بقبول جماهيرى في العاصمة والاحترام من قبل النظام خلال فترة عمله كرئيس لشرطة العاصمة، إلا انه ليس معروفا في الاقاليم الايرانية الاخرى. ويأمل احمدي نجاد (52 عاما) في الحصول على دعم بالاجماع من جانب الفصائل المحافظة، ولكن حتى الدوائر الدينية تنتقد سياسات المغامرات التى ينتهجها الرئيس في مجالي الشؤون الخارجية والاقتصاد. ويعد التضخم الذي يرتفع معدله على نحو مستمر، والذي يبلغ رسميا قرابة 30 في المائة ولكن يعتقد انه اكبر من ذلك، اكبر مشكلة تواجه أحمدي نجاد حاليا مع العزلة السياسية الدولية التى تتعرض لها ايران بسبب اصرارها على مواصلة مشاريعها النووية المثيرة للجدل. وبينما فشلت حتى الآن الصفقات والخطط الجديدة في تحقيق النتائج الاقتصادية المرجوة، فان الذين صوتوا لصالح احمدي نجاد بسبب وعوده بتطبيق الاصلاحات الاقتصادية للتخفيف من معاناة الفقراء يفقدون على نحو تدريجي الثقة فيه.