طالبان تصطاد نجل قائد القوات الهولندية بأفغانستان محيط - وكالات الجنرال الهولندي بيتر فان أوهم تنفيذا لتعهداتها بتكثيف هجماتها ضد القوات الهولندية في أعقاب قيام النائب الهولندي جريت فيلدرز ببث فيلم "فتنة" المسيء للقرآن الكريم على شبكة الانترنت، تمكن مقاتلو حركة طالبان، وفي عملية نوعية، من قتل الملازم دنيس فان اوم ،23 عاما، نجل الجنرال بيتر فان اوم ، الذي عين الخميس الماضي قائدا لأركان القوات المسلحة الهولندية في أفغانستان، خلفا للجنرال ديك برلين.
وبالإضافة إلى مقتل نجل القائد الهولندي الكبير، قتل جندي هولندي آخر وأصيب اثنان بجروح بالغة أمس في انفجار قنبلة يدوية الصنع في إقليم أرزوجان جنوبأفغانستان. وينتمي القتلى والجرحى إلى قوة الاحتلال الدولية (ايساف)، التابعة لحلف شمال الأطلسي. في هذه الأثناء، عبر وزير الدفاع الهولندي إيمرت فان مدل كوب عن أسفه أن يفقد الجنرال أيوهام نجله الملازم دينيس بعد إسناد مهمة قيادة القوات في أفغانستان إليه أول من أمس. وحاول نائب وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات الهولندية ميول مان تخفيف الصدمة باستبعاده أن يكون نجل القائد الجديد مستهدفا من قبل طالبان، مشيرا إلى أن الحادث نجم عن انفجار قنبلة بآلية هولندية أسفر عن مقتل الجنديين وإصابة اثنين آخرين، مشيرا إلى أن القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد من أخطر الأسلحة التي تمتلكها طالبان في تنفيذ عملياتها. وردت حركة طالبان نائب وزير الدفاع الهولندي مؤكدة في بيان، إن مقاتلي الحركة استهدفوا نجل قائد الجيش الهولندي بشكل شخصي. وصرح الناطق باسم الحركة قاري يوسف أحمد إن مقاتلي طالبان قد نصبوا كمينا للجنود الهولنديين، مضيفا في مكالمة هاتفية مع وسائل الاعلام "عندما خرج الجنود للقيام بأعمال الدورية قام مسلحو طالبان بزرع اللغم الذي أدى انفجاره إلى مقتل الملازم فان اوم". وقال أحمد "كنا نعلم أن ابن الجنرال الهولندي في الآلية، تعرفنا إليه، واستهدفناه، لأن الهولنديين احتلوا أفغانستان، وسمحوا بإهانة الإسلام"، في إشارة إلى فيلم "فتنة". وفي لاهاي صرح رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيند للصحفيين إن المعلومات التي بحوزته لا تشير إلى وجود علاقة بين "هذا العمل الجبان وكون ضحيته نجل قائد الجيش الهولندي". أحد مقاتلي طالبان وأشاع نبأ مقتل نجل القائد العسكري الجديد موجة من الأسف والغضب لدى الدوائر السياسة والعسكرية الهولندية الرافضة لبقاء القوات الهولندية بأفغانستان، خاصة أن سقوط الضحايا الجدد يأتي بعد يوم واحد أيضا من إعلان وزير الدفاع إرسال 40 من القوات الإضافية إلى هناك لتولى مهام أمنية حتى أول سبتمبر المقبل. وينتشر أكثر من 1600 جندي هولندي في ولاية أروزجان الجنوبية في إطار قوة الاحتلال الدولية (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تضم نحو خمسين ألف جندي في أفغانستان معظمهم من الأمريكيين. وتحتل هولندا المرتبة السادسة من حيث حجم مشاركتها في "ايساف". وكانت الحكومة الهولندية قررت في نوفمبر الماضي تمديد مهمة قواتها حتى نهاية 2010. ويقاتل جنود إيساف المقدر عددهم بحوالي 50 ألف عنصر من حوالي 40 دولة، إلى جانب 20 ألف جندي آخر في تحالف دولي بقيادة أمريكية، حركة طالبان وحلفاؤها من القاعدة. وأسفر النزاع العام الماضي عن مقتل ثمانية آلاف شخص بحسب الأممالمتحدة. يذكر أن هولندا فقدت منذ تواجدها في أفغانستان عام 2005 حوالي 16 ضابطا وجنديا، ثمانية منهم قتلوا في مواجهات مباشرة مع طالبان. وكانت حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان من 1996 إلى 2001، قد توعدت بتكثيف عملياتها التي تستهدف قوات الاحتلال الهولندية العاملة في أفغانستان بعد نشر الفيلم المسيء للقرآن الكريم، ونفذت ضمن ذلك عددا من العمليات النوعية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال. "فتنة" فيلدرز جيريت فيلدرز كان النائب الهولندي جريت فيلدرز قد أثار حالة من الغضب الشديد الشهر الماضي عندما بث فيلما قصيرا يتهم فيه القرآن الكريم بالتغاضي عن العنف ويمزج فيه آيات القرآن الكريم بصور للتفجيرات. وأطلق الفيلم الشرارة لحملة إدانة من الدول الإسلامية واحتجاجات ونداءات بمقاطعة المنتجات الهولندية لكن لم يؤد إلى نفس العنف الذي وجه ضد الدنمارك في 2006 بعد نشر عددا من صحفها رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت محكمة هولندية في لاهاي رفضت في وقت سابق الدعوى التي رفعها الاتحاد الإسلامي ضد فيلدرز، وقالت في حيثيات حكمها: "إن بوسع أي سياسي هولندي ان ينتقد الإسلام ويقارن بينه وبين الفاشية وان يصف نبي المسلمين محمد (صى الله عليه وسلم) بالهمجي". وطلب الاتحاد الإسلامي الهولندي من المحكمة منع فيلدرز من عقد مثل هذه المقارنات متهمة أياه بالحث على الكراهية والعنف ضد المسلمين. وزعمت المحكمة أن هذه المقارنة تعتبر جزء من حرية التعبير، وقالت في بيان "التعليقات محل النزاع لا ينظر اليها على انها غير قانونية، لقد كانت حرية المتهم في التعبير العامل الحاسم في هذه القضية". وقالت المحكمة "إن تعليقات فيلدرز التي تقارن الإسلام بالفاشية والنبي محمد بالهمجي والتي صدرت عنه العام الماضي لم تحض على الكراهية أو العنف، مضيفة أنه يجب أن يكون بوسع البرلماني التعبير عن آرائه حتى لو كانت متطرفة". وقال فيلدرز ، والذي أعتبر أن الحكم انتصارا له، لوكالة الانباء الهولندية: "لقد اعتقدت دائما انه يتعين أن يكون من الممكن في النقاش السياسي أن تشير إلى مخاطر الأسلمة المستمرة للغرب وهولندا. لم ينتبني قط شعور بالشطط".