اعتقال مشتبه بتورطه في اغتيال بوتو نواز شريف يتعهد بتقديم برويز مشرف للمحاكمة محيط - وكالات مشرف في موقف لا يحسد عليه إسلام آباد: رفض رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أمس النداءات المطالبة بخروج سياسي للرئيس برويز مشرف يحفظ ماء وجهه. وقال في مؤتمر صحفي عقد في مدينة لاهور شرق البلاد "إن العفو عن جرائم مشرف ليس محل نظر، لا توجد حماية من التصرفات غير القانونية والدستورية التي اقترفها إلى الآن". وأضاف "أدلى الشعب بحكمه، وحكمه هو وجوب خروج مشرف من السلطة". والتقى نواز شريف أمس رئيس حزب الجماعة الإسلامية قاضي حسين أحمد، ودعا خلال اللقاء مشرف إلى التنحي عن السلطة قبل أن يجبر على ذلك. وأكد "في حالة عدم استقالة مشرف فلن يترك لي أي خيار سوى سحب الثقة منه في البرلمان وإجباره على الاستقالة"، حسبما ذكرت جريدة "الوطن" السعودية. وجاءت تصريحات شريف في وقت أعلن فيه ستة من كتلة الحزب المؤيد لمشرف في مجلس الشيوخ الباكستاني انشقاقهم عن "الرابطة الاسلامية - جناح القائد الأعظم" الحاكم سابقاً و "حزب بلوشستان الوطني" الموالي له، وتشكيلهم كتلة مستقلة في المجلس تمهيداً على ما يبدو للانضمام إلى حزب "الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف" قبل عقد البرلمان الجديد جلسته الافتتاحية الأولى بعد أيام. ونقلت جريدة "الحياة اللندنية عن المنشقين قولهم، أنهم يرفضون الولاء المطلق لمشرف، وعزوا خسارة حزبهم الانتخابات الى السياسات التي اتبعتها قيادته، وذلك في انتقاد مبطن لمشرف وزعيم "جناح القائد الأعظم" تشودري شجاعت حسين. وحذر تشودري برويز إلهي الذي كان مرشح الحزب الحاكم لرئاسة الوزراء في الانتخابات التي أجريت قبل عشرة أيام، النواب المنشقين عن حزبه، من إمكان اتخاذ إجراءات ضدهم تحرمهم من مقاعدهم البرلمانية في حال انضمامهم إلى حزب شريف. وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت في وقت سابق ان السقوط المدوي لتحالف برويز مشرف وأحزاب إسلامية في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد مؤخرا قد يكون بداية النهاية لحياة مشرف السياسية رغم الضغوط التي تتعرض لها المعارضة الباكستانية من قبل واشنطن للإبقاء على مشرف في منصبه. وكشفت مصادر باكستانية أن مشرف سيتخلى عن الرئاسة خلال بضعة أسابيع، وسيسمح له بمغادرة البلاد. وأضافت المصادر أنه تقرر أن يتسلم رئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف منصب رئيس الجمهورية بديلا له. وقالت صحيفة "نوائي وقت" الباكستانية، أنه فور تسلم نواز شريف منصب الرئاسة سيأمر برد اعتبار رئيس القضاة محمد افتخار تشودري وكافة قضاة المحكمة الدستورية الذين عزلهم مشرف بعد إعلان حالة الطوارئ. كما تقرر أيضا إصدار قانون في البرلمان ينص على أن البرلمان - وليس رئيس الجمهورية، هو الذي سيتولى تعيين قضاة المحكمة الدستورية و المحاكم العليا وفق معايير الخدمة والأسبقية. ضغوط غربية على المعارضة للإبقاء على مشرف شريف وزرداري من ناحية أخرى، تزايدت الضغوط الخارجية على القوى الباكستانية المختلفة، خصوصاً حزبي الشعب والرابطة الإسلامية، لعدم تصعيد الموقف في وجه مشرف بما يؤدي إلى تقليص صلاحياته أو عزله من منصبه. وبدأ سفراء البلدان الغربية في اسلام اباد، وفي مقدمهم السفيران الأميركي والبريطاني، لقاءات مع قيادات في الحزبين لإقناعها بعدم اللجوء إلى عزل مشرف وضرورة التأقلم معه على رغم خسارة الحزب المؤيد له الانتخابات النيابية. وشددت الولاياتالمتحدة في تصريحات على لسان ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية لشؤون جنوب آسيا ووسطها على دور لمشرف، حليف واشنطن في الحرب على الإرهاب، ضمن التركيبة السياسية الجديدة في باكستان، غير أنه لفت الى ان تقاسم الصلاحيات بين رئيس الوزراء الجديد ومشرف يعتبر مسألة داخلية باكستانية. وكانت السفيرة الأميركية في باكستان أني باترسون التقت آصف زرداري، زوج بينظير بوتو، للمرة الثانية منذ إعلان نتائج الانتخابات، وحضر اللقاء الثاني أعضاء في الكونجرس يزورون باكستان، واجتمعوا مع مشرف في وقت سابق. ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن صديق الفاروق الناطق باسم رئيس الوزراء السابق نواز شريف تحذيره من الضغوط على الحزبين، وأشار إلى ما سماه مؤامرة كبرى تحاك لمنع الشعب الباكستاني من ممارسة حقه واختياره الدستوري. وتحدّث الفاروق عن ضغوط قوية تمارسها بلدان غربية، من دون أن يسميها، على حزبي الرابطة والشعب للاتفاق مع مشرف وعدم تقليص صلاحياته أو عزله من منصبه. اعتقال مشتبه بتورطه في اغتيال بوتو من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية الباكستاني أمس أن سلطات الأمن اعتقلت مسلحا يرتبط بزعيم القاعدة أسامة بن لادن، لعلاقته بمحاولة اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في أكتوبر الماضي. وأوضح الوزير حميد نواز أنه تم الاثنين الماضي اعتقال قاري شفيع الله الذي اتهمته بوتو في مذكراتها التي نشرت بعد اغتيالها في ديسمبر، بالتخطيط لقتلها. وقال حميد نواز "من المرجح أنه ضالع في الهجوم الذي استهدف تجمعا لبوتو"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدفها أثناء عودتها إلى البلاد من منفاها في 18 أكتوبر الماضي، ونجت منه فيما قتل 139 شخصا. إلى ذلك، فاجأ رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق كياني الجميع بعزل رئيس المخابرات العسكرية الجنرال ميان نديم إعجاز أحمد وعين الجنرال محمد آصف. ويعتقد أن سبب ذلك هو فشله في إيقاف العمليات الانتحارية التي أدت أول من أمس إلى اغتيال الجنرال مشتاق أحمد بيك و 7 آخرين إضافة إلى جرح 35 شخصا. وقد أدان أمس 20 ألف عالم دين تجمعوا في "دار العلوم- ديوبندية" في لكنو فتوة، الأعمال الانتحارية والإرهابية واعتبروها غير إسلامية. ومن المعلوم أن قيادات طالبان تنتمي للمدرسة الديوبندية ومركزها الهند.