خبراء ومحللون يحاولون الاجابة على السؤال الصعب محيط - وكالات بوتو القاهرة: ذكرت تقارير إخبارية ان تضارب الأنباء بشأن المسئول عن اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بي نظير بوتو يوم الخميس الماضي يصعب جدا الأمور على المحققين الباكستانيين المطالبون بسرعة الوصول الى الجناة، خاصة بعد نفي القاعدة مسئوليتها عن عملية الاغتيال رغم إصرار حكومة إسلام آباد على الصاق التهمة به. وباتت الاجابة على السؤال المطروح بقوة حاليا وهو "من قتل بوتو .. ولماذا"، أمرا في غاية الصعوبة نظرا لتعدد الجهات التي كانت تطالب برأس بوتو.. ويعتقد الكثير من المراقبين ان المستفيد الأول من رحيل بوتو في باكستان هو الجنرال مشرف. لكن ليس معنى ذلك أنه هو المسؤول عن تدبير العملية التي أودت بحياة رئيسة الوزراء السابقة. فالعملية كانت انتحارية، ولو كان نظام مشرف وراء التدبير لكان منفذها قاتلاً مأجوراً. ومن المتوقع ان ينقضي وقت يقصر أو يطول قبل أن تعرف على وجه التحديد الجهة صاحبة التدبير. ومما يزيد المسألة تعقيدا أن باكستان في عهد برويز مشرف أصبحت ساحة شديدة التعقيد بسبب التدخلات الغربية الرهيبة، وبخاصة ضغوط الولاياتالمتحدةالأمريكية، واضطراب الرؤية لدى صانعي سياستها الخارجية، بين المراهنين على قدرة الجنرال على متابعة سيرته المرفوضة شعبيا، والمقتنعين بضرورة إعادة بوتو وأمثالها إلى الواجهة لإنقاذ المصالح الأمريكية هناك، في ظل تزايد السخط الشعبي على ممارسات مشرف وسياساته الداخلية والخارجية على حد سواء. وفي نفس السياق، يقول اللواء الدكتور جمال مظلوم، رئيس مركز الخليج،: "إنه لا يجب أن نستبعد تورط برويز مشرف، الرئيس الباكستاني، في عملية الاغتيال، لرغبته في عدم وجود منافس قوي له، بالإضافة إلي أنه يريد الانفراد بالسلطة، ومن الاحتمالات أيضاً أن يكون الفاعل هم الإسلاميون المتشددون، أو من لهم مصالح في وجود باكستان مضطربة، مما يستدعي التدخل الأمريكي. وأضاف أن الوحيد الذي يستطيع أن يجزم بفاعل العملية هو وزارة الداخلية، وللأسف بياناتها حتي الآن متضاربة وغير واضحة، لأنه لا توجد صراحة في الدول الإسلامية. وأكد أن بوتو كانت تسير في سلك أمريكا، مضيفاً أن التواجد الأمريكي والغربي في باكستان موجود، لأن أمريكا "لازم تصطاد في الميه العكرة". ويرى محللون آخرون انه يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الباكستانية لكن ليس إلى قياداتها، بل الى قدامى المسؤولين في الجهاز الذي رعى وغذّى إنشاء نظام الطالبان في أفغانستان وساعده بين العامين 1992 و1996 على الاستيلاء على السلطة في البلاد. ويؤكد الخبير بمركز الأهرام للدراسات ضياء رشوان، أن الأسلوب المستخدم في اغتيال بوتو يشبه أسلوب القاعدة، ولكنه ليس بالتأكيد أسلوبها، لأنها لا تفعل عمليات مع إطلاق رصاص بهذه الدقة. وأضاف في تصريحات لجريدة "المصري اليوم" المستقلة: أن تصريحات البيت الأبيض نفسها تؤكد أن مرتكبي عملية الاغتيال هم أعداء الديمقراطية الذين استخدموا أساليب (القاعدة) وهم المتشددون غير الإرهابيين". وتوقع رشوان أن هذه العملية ليست منفردة ولكنها مشتركة، فالأسلوب الانتحاري أسلوب الإسلاميين، ولكن طبيعة العملية تشير إلي أنها من داخل جهاز الدولة. وأوضح أن التحالف الاستراتيجي بين الغرب وباكستان موجود بالفعل ضد الإرهاب، وذلك بسبب القاعدة والملف النووي، مشيراً إلي أن أمريكا لن تنهي ارتباطها بباكستان لأن الأخيرة مدخل لأفغانستان. من جانبه، أكد الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، : إن مسألة تحديد من قتل بوتو لا يمكن الجزم بها، وإن كنت أميل إلي أن رؤيتها العلمانية وخطابها المتشدد ضد الجماعات الإسلامية قد استفزاهم. وقال حسن أنور، مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في باكستان لمدة 3 سنوات، إن المسؤول عن هذا الحادث هو المدارس الدينية المتشددة في المناطق الشمالية، خصوصاً منطقة وزيرستان لأن الموجودين فيها من تربية القاعدة وطالبان، مؤكداً أن الحكومة لن تصل للجاني.