بعد تزايد المخاوف على ترسانتها النووية بوتو تحذر من غزو خارجي لباكستان
محيط - وكالات
عواصم: في وقت تسارعت فيه وتيرة الاحداث بباكستان على خلفية فرض حالة الطوارئ في البلاد، وبعد تقارير صحفية تحدثت عن سعي واشنطن لإرسال قوات للاستيلاء على ترسانة باكستان النووية، حذرت رئيسة الوزراء الباكستاني السابقة، بنظير بوتو، من احتمال تعرض بلادها إلى غزو عسكري أجنبي.
فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق سلامة ترسانة بلاده النووية، واصفا تلك التقارير بانها "تأملات اكاديمية غريبة"، ونقلت وكالة الانباء الإماراتية "وام" عن سلامة قوله:" إن الترسانة النووية تخضع لنظام قيادة وتحكم يجعلها في مأمن ولا تختلف عن سواها في الدول النووية الاخرى" .
كما رد بقوة على اقتراح ارسال قوات للاستيلاء على الترسانة قائلا: انها افكار خطيرة ، وان الاشخاص الذين يؤيدون اي خطة خارجية طارئة يجب ان يدركوا ان باكستان تمتلك قدرات انتقامية كافية للدفاع عن ارصدتها النووية، مشددا على انه ليس هناك اي فرصة لوقوع الاسلحة النووية في ايدي الاخرين.
غزو خارجي
ومن جانبها حذرت رئيسة الوزراء الباكستاني السابقة، بنظير بوتو، من احتمال تعرض بلادها إلى "غزو عسكري أجنبي"، إذا لم تقم إسلام أباد باستعادة سيطرتها على المناطق القبلية الواقعة على طول الحدود مع أفغانستان، والتي اعتبرت أنها أصبحت معقلاً للجماعات المسلحة، بعد الغزو الأمريكي للدولة المجاورة.
وقالت بوتو في مؤتمر صحفي وسط حشد من أنصارها بمدينة بيشاورشمال غرب أفغانستان:" إذا لم يكن هناك سيطرة لباكستان على مناطق القبائل، فإن القوات الأجنبية قد تأتي إلى هناك من الغد".
وقالت بوتو إن التنمية الاقتصادية لمناطق القبائل، تعد أحد العوامل الرئيسية في إطار المعركة التي تهدف إلى تصفية الحركات المسلحة المؤيدة لحركة طالبان الأفغانية، والتي تزايد نشاطها مؤخراً في تلك المناطق.
وأضافت:" سوف نستخدم القوة العسكرية بمناطق القبائل، ولكننا لا نوافق على أن العمل العسكري هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا لحل تلك المشكلة"، وتابعت قائلة: "السكان في مناطق القبائل هم جزء من شعبنا، نحن نريد أن نساعدهم على العيش معنا في حياة أفضل".
سيناريوهات متعددة
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت فى موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت ان الرجل الذي نصح ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بإرسال قوات اضافية الى العراق يحث الولاياتالمتحدة الان على النظر فى ارسال فرق من قوات النخبة بالجيش البريطاني الي باكستان للاستيلاء على الترسانة النووية لهذه الدولة اذا انزلقت الى الفوضى".
وذكرت الصحيفة انه فى سلسة السيناريوهات التي وضعت حول الوضع فى باكستان دعا فريدريك كاجان - المؤرخ العسكري السابق فى ويست بوينت - البيت الابيض للنظر فى عدة خيارات لباكستان غير مستقرة .
وأوضحت الصحيفة ان من بين هذه الخيارات التي عرضها كاجان هي ارسال فرق من قوات النخبة بالجيش البريطاني او قوات من الجيش الامريكي لضمان عدم خروج الاسلحة النووية التي يمكن نقلها من هذه الدولة ونقلها الى مستودع تخزين سري في نيو مكسيكو او الى مكان معزول داخل باكستان نفسها .
ويتمثل الخيار الثاني فى ارسال قوات امريكية الي الحدود الشماليةالغربيةلباكستان لمحاربة عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة وقيام قوات امريكية باحتلال العاصمة اسلام اباد واقاليم البنجاب والسند وبلوخستان وذلك حال قيام الجيش الباكستاني المتمزق بطلب المساعدة بما يمكن الولاياتالمتحدة من دعم الرئيس برويز مشرف والجنرال اشفاق كياني الذي سلمه برويز قيادة الجيش فى مراسم احتفال مهيبة الاسبوع الماضي .
ونسبت الجارديان الى كاجان الباحث بمعهد امريكان انتربرايز " البحثي قوله أيضا فى هذا الصدد أن هناك سيناريوهات وحلول وهى مصممة لاختبار مدي استعداداتنا ، وان الولاياتالمتحدة لا يمكنها ان تقف مكتوفة الايدى ببساطة فيما تنزلق باكستان النووية الى الفوضى.
وأضاف كاجان " علينا ان ننظر فى الخيارات المطروحة امامنا فى باكستان ، وان استشراء التطرف السنى فى باكستان كتواكبا مع انتشار قواعد تنظيم القاعدة فىشمال غرب باكستان يتيح فرصة حقيقية لقيام الارهابيين بإنقلاب قد يمكنهم من الوصول الي الترسانة النووية .
جيش ضعيف
واشار كاجان الي استمرار ارتباط قطاعات بالجيش الباكستاني و الاستخبارات الباكستانية بالعناصر الاسلامية محذرا من ان الجيش ضعيف المعنويات الذي اضطر الي القتال فى اقليم وزيريستان الحدودي وبعض اجزائه قد ينسحب من الحدود تاركا فراغا قد يملأه المتشددون . والآسوأ ان ينقسم الجيش ويتكون فصيل متشدد يحاول الاستيلاء والسيطرة على ترسانة باكستان النووية .
ورغم اقرار كاجان بان الجيش الباكستانى ليس فى قبضة الاسلاميين الا انه اوضح ان الامريكيين يشعرون بتشابه الوضع مع نظام الشاه الايرانى السابق وينظرون الى ماحدث عام 1979 فى ايران .
ورغم الانتقادات التى وجهت الى كاجان فى امريكا الى حد اتهامه باعداد خطط لغزو بلد اسلامى آخر الا انه الا انه اكد انه لا يدعو الى احتلال باكستان قائلا " لقد كنت ادعو الى عكس ذلك ، لا يمكننا القيام بغزو ، نحن نعمل فقط بموافقة عناصر الجيش الباكستاني .
خوض الانتخابات
وأعلنت بوتو زعيمة حزب الشعب السبت، أنها قررت خوض الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في الثامن من يناير/ كانون الثاني المقبل، مؤكدة أنها ستشارك في الانتخابات رغم المخاوف من ضلوع الحكومة بعمليات تزوير، حسب قولها.
وقالت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة إن مقاطعة المعارضة للانتخابات المقبلة ستساعد الرئيس برويز مشرف على إضفاء الشرعية على قانون الطوارئ المفروض منذ نحو شهر، مضيفة أنها ستلتقي خلال ساعات مع خصمها السابق نواز شريف، زعيم حزب الرابطة لمناقشة التنسيق بين حزبيهما.
وأوضحت أن "مقاطعة المعارضة للانتخابات ستعطي مشرف غالبية الثلثين في البرلمان"، واستطردت قائلة: "لهذا السبب نقول إننا سنشارك في الانتخابات رغم احتجاجنا، غير أننا سنبقي الباب مفتوحاً للحوار"، وأشارت إلى أن مؤشرات متضاربة تصلها من شريف، ومن رئيس تحالف مجلس العمل الإسلامي المتحد قاضي حسين أحمد بشأن مقاطعة الانتخابات النيابية رغم أنهما قدما أوراق ترشحهما في تلك الانتخابات.