مشرف يخلع بزته العسكرية نهاية الشهر ضغوط خارجية على باكستان لإلغاء الطوارئ خلال أيام
محيط - وكالات
إسلام أباد: بعد تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الرئيس الباكستاني برفيز مشرف منذ إعلانه حالة الطوارئ في البلاد، أعلن الرئيس مشرف أنه سوف يتخلي عن منصبه العسكري كرئيس لهيئة اركان القوات المسلحة الباكستانية بحلول نهاية شهر نوفمبر الحالي، يأتي ذلك فيما أمهلت بريطانيا الرئيس مشرف عشرة أيام لإنهاء الطوارئ، معتبرة ان إجراء انتخابات نزيهة هو المفتاح الوحيد للحل. وهددت منظمة "الكومنولث" بتعليق عضوية باكستان، قبل اجتماعها الوزاري المرتقب في 22 الشهر الجاري، في حين حذّرت اليابان من إعادة درس إرسال مساعدات الى باكستان في حال استمر سير عملية التحول الديموقراطي فيها في الاتجاه الخاطئ.
الطوارئ لإجراء الانتخابات
ودافع الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن قانون حالة الطوارئ قائلا:" إن الطوارئ جاءت لضمان سير الانتخابات"، مضيفا إن فرض القانون مبرر لأن المحكمة العليا شككت في صلاحية إعادة انتخابه ولأنه اعتبر تهديدات الإرهابيين غاية في الخطورة.
ورفض مشرف الحديث عن ما إذا كان سيتنحى عن منصبه في الجيش ويتحول إلى رئيس مدني، وهو ما طلبه الرئيس الأميركي جورج بوش في مكالمة هاتفية معه الأسبوع الماضي، مشرف الذي يتعرض للانتقادات بأنه معزول ويتلقى النصائح من دائرة ضيقة من المساعدين. وحول التقارير التي تشير إلى أن غالبية الباكستانيين يعارضون مرسوم الطوارئ، قال إن لديه معلومات من عدة منظمات وسياسيين وأصدقاء، تشير كلها إلى أنه يتمتع بشعبية كبيرة، وعلق على ذلك قائلا:" أعلم ما يشعرون به حيال الطوارئ عندما تحدث التفجيرات الانتحارية في باكستان، فوجهة نظرهم هي: لماذا جاءت الطوارئ متأخرة؟".
انتقاد بوتو
وعلى صعيد أخر انتقد مشرف زعيمة المعارضة بينظير بوتو وقال إنها تسعى للمواجهة، لذلك سيكون من الصعب التعامل معها، وأضاف موجها الحديث إلى بوتو "لقد أتيت إلى هنا بناء على رؤية توافقية، ولكن قبل أن تحط قدمك على الأرض، وضعت نفسك في مسار المواجهة".
وعن إصدار أوامر الإقامة الجبرية على بوتو، قال مشرف إن السبب يكمن في أنها اتهمت رئيس حكومة إقليم البنجاب تشودري برويز إلهي بالتآمر ضدها، فضلا عن منع أي حادثة قد تستخدمها بوتو لإلقاء اللائمة على الحكومة.
وردا على زعم بوتو بأن حزبها سيحقق انتصارا ساحقا في الانتخابات، قال الجنرال مشرف "دعونا نبدأ الانتخابات، ونرى من سيفوز", وأضاف "دستوريا، احتلت بوتو منصب رئاسة الوزراء مرتين، فماذا بشأن الولاية الثالثة؟ لا يسمح لها بذلك قانونيا
خذلان الغرب
وقال مشرف إنه فكر في الاستقالة من منصبه وأعرب في مقابلة مع شبكة سكاي التلفزيونية الأمريكية عن أسفه لعدم تقدير انجازاته في الداخل والخارج، وأكد مشرف أنه يمكن اجراء الانتخابات البرلمانية في ظل قانون الطواري، مضيفا أن لست ديكتاتورا ، انا اريد الديمقراطية وسأتنحى عن الرئاسة إذا سادت الفوضى البلاد. وأوضح أنه يشعر حاليا بأنه الرجل الذي قاد باكستان إلى الديمقراطية لكن الغرب خذله.
حل البرلمان
من جهة أخرى اعلن نائب وزير الاعلام طارق عظيم انه سيتم غدا الخميس حل البرلمان بعد انتهاء ولايته وذلك تمهيدا لاجراء الانتخابات البرلمانية قبل التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل بحسب ما وعد مشرف.
وأكد عظيم ان حكومة انتقالية ستؤدي اليمين الدستورية الجمعة لتدير شؤون البلاد حتى اجراء الانتخابات، وقال المسؤول انه سيتم غدا على الأرجح اعلان اسم رئيس الحكومة الانتقالية، وقال عظيم إنها ستكون لحظة تاريخية حيث اكمل البرلمان ولايته ومدتها خمس سنوات للمرة الاولى منذ 22 عاما.
اعتقال خان
وبينما كان مشرف يدلي بهذه التصريحات اعتقلت الشرطة الباكستانية زعيم حزب طريق الانصاف ونجم الكريكيت السابق عمران خان في مدينة لاهور إثر محاولته قيادة تظاهرة طلابية ضد الرئيس الباكستاني.
وقال مصدر في الشرطة إنها قررت وضع خان مجددا قيد الإقامة الجبرية بعد اختفائه منذ إعلان حالة الطوارئ في الثالث من الشهر الجاري، وأكد خان في تصريحات بالهاتف أنه اعتقل بعد وصوله إلى جامعة البنجاب في لاهور لقيادة مظاهرة ضد " الديكتاتور مشرف واعماله غير الشرعية".
واتهم الطلبة الاسلاميين من أنصار حزب الجماعة الاسلامية بالتآمر مع الشرطة للقبض عليه بسرعة قبل الإدلاء بأي تصريحات للطلبة أو وسائل الإعلام، لكنه أكد انه حقق هدفه بإطلاق حركة مظاهرات الطلبة في لاهور، وقال خان لبي بي سي إنه اراد أت ينضم الطلبة لحركة المعارضة إلى الجانب السياسيين والمحامين.
ومازال التوتر يخيم على لاهور التي تعد العاصمة الثقافية لباكستان حيث مازالت زعيمة حزب الشعب بينظير بوتو خاضعة للاقامة الجبرية، وأفادت أنباء بأن بوتو تسعى حاليا لتشكيل تحالف من المعارضة ضد الرئيس مشرف.
الاعتقالات مستمرة
وتفرض الشرطة طوقا امنيا حول منزل بوتو حيث استمرت المواجهات مع انصارها والاعتقالات في صفوفهم، وتحولت بعض احتجاجات أنصار بوتو في لاهور إلى أعمال عنف أحرقت فيها سيارات، وكانت بوتو قد دعت امس الرئيس مشرف إلى التنحي عن السلطة وقالت إن الوضع سيتدهور في البلاد إذا استمر مشرف في السلطة .