كراتشي: عقبت رئيسة الوزراء الباكستانية بنظير بوتو على تفجير موكبها بالقول:" الارهابييين والمتطرفين سيحاولون اغتيالي لانهم لا يريدون باكستان ديمقراطي وباكستان تنمية". وقالت بوتو في مؤتمر صحفي عقدته في كراتشي بعد محاولة الاغتيال التي تعرضت لها أمس أنها لم تستطيع رؤية تفاصيل التفجيرين الانتحاريين جيدا لأن الأنوار انطفأت اثناء مرور موكبها والمكان اصبح مليئ بالقتلى والجرحى، مطالبة بالتحقيق في سبب انطفاء الانوار . وتابعت قولها : "بالنسبة لي لم يكن الهجوم فرديا يستهدفني شخصيا ولكنه يستهدفني لما أمثله ، فقد كان هجوما على وحدة وسلامة باكستان لأن حزب الشعب الذي أمثله تمكن من كسر الهوة الاجتماعية والاقتصادية والدينية بالبلاد ووحدة وسلامة باكستان تعتمد على النظام الديموقراطي". أضافت:" لقد كان الهجوم ضد رغبة المجتمع بالفرار من الاستغلال وبناء مجتمع تتوفر فيه فرص التعليم والصحة والامل في حياة افضل " ، مشيرة إلى أنه "ليس هجوما على زعيما سياسيا واحد بل كافة زعماء باكستان". وأكدت أنه هجوم على كل الذين يؤمنون بالديموقراطية لكي لا يقوموا بحملات انتخابية لانه "اذا قمت بها فسيقتلونك ويقتلون انصارك" ، فهي رسالة اضطهاد وكبت سياسي ، حسب تعبيرها. واعتبرت بوتو أن الهجوم جاء من أقلية مسلحة لا تحظى بدعم الاغلبية بباكستان ،في إشارة إلى المسلحين القبليين في إقليم وزيرستان الحدودي مع أفغانستان. ولوحت بوتو بالاتهام إلى جنرالات الحكم السابق في باكستان خاصة الجنرال ضياء الحق الذي أسقط والدها عن الحكم وأعدمه وقالت: " إنها رسالة ترهيب من الحكم السابق وتذكرنا بحقبة ضياء الحق حيث مجموعات الطائفية تقتل وتشوه الابرياء والبعض يرغب بذلك كي لا يتخذوا حكومة ممثلة لهم". وأكدت بوتو عزمها على الصمود أمام هذه التحديات وذلك من أجل تحقيق الديموقراطية وقالت:" هذه معركة من اجل الديموقراطية نريدها ان تكون سلمية ونزيهة ، نحن نريد ان نتجنب سفكا الدماء وفقدان الارواح ، لكن ان كان هذا يعني التضحية من اجل الديموقراطية بباكستان فنحن على استعداد ان نخاطر بحياتنا ولكن لا نسلم امتنا الى المسلحين الذين يريدون ان يفتتوا امتنا". واستطردت :" انا وزملائي نريد ان ننقذ باكستان ولكي ننقذها ننقذ الديموقراطية ونجعل شعبنا الحارس ، فلن نوقف حملتنا ولن نوقف رجالنا على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدناها بالامس سنستمر". وعبرت بوتو عن خوفها من اندلاع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة بباكستان كما يحدث في العراق وهاجمت من يصدرون الفتاوى لشرعنة الأعمال الإرهابية وقالت:" كما نرى في العراق حث السنة والشيعة يتقاتلون ولا نريد لبكستان ان ينقسم الى امارات صغيرة ونناشد كافة مواطني باكستان ان ينظروا في قرارة قلبهم ولا يدعموا العنف بل يدعموا السلام واناشد كل المسلمين الحقيقيين الا يدعموا العنف ويدعموا السلام ، نحن ندعم نظام التعددية والتسامح وحقوق الاقليات". وقالت:" ليست لدي مشكلة مع المخالفين لوجهة نظري والمختلفين عن أرائي وامل ان ياخذوا وجهة نظرهم بودية ولا يحملوا السلاح ليجبروا الشعب، ان شعب باكستان لن يُجبر ولن يخضع". وتابعت:" ان هذا الهجوم كان يهدف لمنع الناس من ممارسة حقهم في المشاركة العملية السياسية والانتخابية". وقالت بوتو انها كتبت رسالة في وقت سابق إلى الرئيس الباكستاني برفيز مشرف توضح له فيها أنها عندما تأتي إلى باكستان وحدث أي شئ فإنها لن تلوم القاعدة ولكنها ستلوم كل من يقف ضدها ، وقالت:" والآن اتقاسم معكم هذه الافراد، انا اشك في من؟" وأكدت أنها أرسلت المعلومات التي حصلت عليها من دولة وصفتها بالشقيقة إلى الرئيس الباكستاني برفيز مشرف " وقالت :"انا اعرف من هم اعدائي". وقالت:" قبل ان احضر وصل الى علمي ان هذه المحاولة قد تشن ضدي وحصلت على معلومات من بلد صديق عن عناصر طالبان والقاعدة في باكستان وحصلت على ارقام الهواتف لبعضهم من بلد شقيق لذا امل ان تتمكن حكومتنا من اعتقاله هؤلاء الاشخاص واتفهم الصعوبات التي يواجهونها". وشكرت بوتو كل الجهات التي هاتفتها وراسلتها بعد التفجير والعاملين بالإعلام والشرطة وكل الذين اهتموا بالجرحى ،وخصت بالشكر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ووزارة الخارجية والصين وايطاليا وفرنسا وامين العام للامم المتحدة والذين جاءوا من اقاصي الاماكن للترحيب بها عند عودتها من المنفى. وختمت بالقول:" كل الذين كانوا يغنون ويرقصون في حالة من الفرح الغامر للاحتفلال بعودتي املا منهم في مستقبل افضل اريد ان اقول لهم اننا لن نحطم امال شعبنا في الحرية والمساواة. "اعرف ان باكستان سيحتاج الى جهود بطولية واقول لكل الناس شكرا".