إسلام أباد: وافقت غالبية أعضاء الحكومة الباكستانية اليوم الثلاثاء على إلغاء تهم الفساد بحقّ زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، مما يسمح له بالترشّح للانتخابات المقبلة. وقبل ايام قالت بوتو إنّها طلبت من الرئيس برويز مشرّف إن يوفّر لها الحماية التي تستحقها كرئيس وزراء سابقة، ويأتي قرار العفو على بوتو بعد أن قدّم 85 من نواب المعارضة في البرلمان استقالات جماعية في تحرك يهدف إلى عرقلة ترشح مشرف لولاية رئاسية ثالثة. وفي سياق متصل، سمى الرئيس الباكستاني برويز مشرف الثلاثاء رئيس الاستخبارات السابق الجنرال أشفق كياني قائداً للجيش، وقالت مصادر باكستانية إن تعيين كياني سيدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل. وكان الرئيس الباكستاني قد أعلن في وقت سابق أنه سيتنحي عن قيادة الجيش حال فوزه بولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات في الانتخابات التي ستجرى السبت. وأعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال وحيد أرشد، أن الجنرال كياني رُقي إلى منصب نائب رئيس هيئة الأركان، وسيشغل أعلى منصب عسكري في باكستان، فور تنحي مشرف، ونددت المعارضة بترشح مشرف لولاية جديدة واحتفاظه بقيادة الجيش بدعوى أنها مخالفة للدستور. إلى ذلك، قدم 87 نائباً برلمانياً استقالاتهم في خطوة تهدف التشكيك في قانونية وشرعية الانتخابات. إلا أن رئيس البرلمان، شودري أمير حسين قال إن الاستقالات الجماعية لن تؤثر على الانتخابات الرئاسية. ومن جانبه أكد وزير الإعلام الباكستاني محمد علي دوراني أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد، مضيفاً "علينا إجراء الانتخابات وفقاً لمتطلبات دستورية". وينتمي النواب المستقيلون إلى تحالف المعارضة الإسلامية المنضوي تحت ما يسمى بمجلس العمل المتحد وحزب الرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أبعد الشهر الماضي إلى السعودية فور عودته للبلاد. وقال زعيم المعارضة في البرلمان مولانا فضل الرحمن إن الاستقالات تهدف للتشكيك في شرعية انتخاب مشرف، وأضاف "عقب استقالاتنا، فنجاح مشرف ليس له قيمة". وكانت المحكمة العليا بباكستان رفضت الجمعة الماضية طعوناً تقدمت بها المعارضة ضد أحقية مشرف في الترشح وهو في قيادة الجيش. لكن حزب الشعب الباكستاني المعارض بزعامة رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو لم يشارك في حملة مقاطعة الانتخابات، كانت بوتو أجرت مؤخراً محادثات مع مشرف بشأن تقاسم السلطة لكنها وصلت لطريق مسدود بسبب الخلاف حول موعد تخليه عن زيه العسكري. ومن المقرر أن تعود بوتو إلى باكستان منتصف الشهر الجاري.