"التحصن الدفاعي" و"الحيل التكتيكية".. أسلحة أعضاء "WTO" ضد النمو محيط زينب مكي روبرت زوليك رئيس البنك الدولي يبدو أن الموعد النهائي المحدد للانتهاء من جولة مفاوضات الدوحة بنهاية العام الجاري 2011 مازال أمرا "بعيد المنال" وقد يعسر الإلتزام به نظرا للعراقيل التي تواجه المفاوضات والتي يتصدرها الملف الزراعي وتخفيض الرسوم الضريبية في مجالات المنتجات الصناعية وقطاع الخدمات. وفيما يقترب موعد انعقاد اجتماع المجلس الوزاري الثامن لمنظمة التجارة العالمية في هونج كونج في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وفي خطاب من المقرر ان يلقيه رئيس مجموعة البنك الدولي روبرت زوليك على منظمة التجارة العالمية بجنيف السويسرية اليوم الاثنين ،حث زوليك دول منظمة التجارة العالمية على "التفكير الواسع" لتسهيل جولة الدوحة للمحادثات التجارية ، وتقديم دعم ملموس للاقتصاد العالمي المضطرب حاليا. واشار زوليك الى ان مصير جولة الدوحة التي ساعد في اطلاقها عام 2001 ، " مخيب للآمال بشكل كبير"، قائلا "لا اريد ان اخفف من مرارة الواقع.. ان المفاوضين من الدول الرئيسية المتقدمة والنامية لجأوا الى تحصن دفاعي.. وتغلبت الحيل التكتيكية على الرؤية والقيادة الاستراتيجية"، ما أعتبره إضاعة فرصة لاستراتيجية للنمو العالمي فى وقت يحتاجها العالم بشدة. وحث رئيس البنك الدولي أعضاء في منظمة التجارة العالمية على اتخاذ إجراء أكثر جرأة من خلال " التفكير مقدما ، والتفكير الواسع "، مضيفا ان اتفاقية التجارة العالمية اصبح ينظر اليها الان بشكل اقل بكثير مما كان متخيلا اساسا ، وهذه خسارة للدول المتقدمة والنامية على السواء. رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامى ومن جانبه، اعترف باسكال لامي الأمين العام للمنظمة مرارا بأن أعضاء المنظمة بحاجة إلى المزيد من التشاور، وفي أخر تصريح له بشأن مفاوضات " الدوجة قال: "من الواضح أننا في حاجة ماسة إلى أن يكون هناك وضوح حول ما يمكن وما لا يمكن القيام به قبل المؤتمر الوزاري في ديسمبر/ كانون الأول حتى يتسنى لنا أن ننكب على العمل من دون مزيد من التأخير... الوقت هو بالتأكيد ليس في صالحنا، ونحن في حاجة ماسة، بصدق وواقعية لتعريف حدود لعملنا خلال أسابيع العمل ال 13 المقبلة قبل حلول موعد اجتماع المجلس الوزاري في هونج كونج". واعترف لامي بأنه يبدو من الواضح أنه بحلول ديسمبر / كانون الأول المقبل لن تكون المنظمة قادرة على الوصول إلى توافق في الآراء بشأن جميع المجالات في إطار جدول أعمال الدوحة، وبالتالي، ستكتفي المنظمة ببدء تسلم المواضيع المنتهى منها على مراحل وفقا للفقرة 47 من إعلان الدوحة. ووجه لامي بالتركيز على بعض القضايا الشائكة والعالقة في المفاوضات منذ 2005 في هونج كونج ومن بينها الحصص المعفاة من الرسوم الجمركية والقواعد المرتبطة المنشأ، والقطن وإعفاء الخدمات. وجدير بالذكر، أن جولة الدوحة للتنمية هي جولة لمفاوضات تجارية لمنظمة التجارة العالمية، انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر 2001 ضمن الاجتماع الوزراي الرابع لمنظمة التجارة العالمية، والهدف منها هو تحقيق مبدأ التجارة الحرة بين بلدان العالم. وقد أخفقت تلك الجولة مرارا بعد الاختلاف على بعض النقاط، مثل الزراعة، التعريفة الصناعية، الحواجز الغير جمركية، الخدمات، والمعالجات التجارية، وكانت أكبر أوجه الخلاف بين الدول المتقدمة مثل دول الاتحاد الأوروبي، الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وبين الدول النامية مثل الهند، البرازيل، الصين، وجنوب أفريقيا.