فيينا: قدرت منظمة "أوبك" حجم الطلب على معروضها النفطي بحوالي 30 مليون برميل في اليوم في الوقت الذي كانت قد شهدت فيه أسعار الخام تراجعا بسبب مخاوف وكالة الطاقة الدولية من أن تؤدي الارتفاعات الأخيرة للأسعار إلى انحسار الطلب العالمي على الطاقة. وأشارت المنظمة في تقريرها الشهري الصادر في فيينا إلى أن الطلب على النفط سيرتفع هذا العام بأكثر من 400 ألف برميل في اليوم مقارنة بمعدلات العام الماضي حيث ستغطي الدول المنتجة من خارج المنظمة مائة ألف برميل من هذه الزيادة بينما تتكفل دول "أوبك" بتزويد السوق بالجزء المتبقي من حاجته. وذكر التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن ارتفاع الأسعار قد يكون له أثر سلبي محدود على استهلاك وقود النقل في أنحاء العالم. وقالت "أوبك" في تقريرها إن تقلبات الأسعار وارتفاعها إلى معدلات قياسية مؤخراً لا يمت بصلة لمعادلة العرض والطلب بل له علاقة بالتطورات السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمخاوف من تأثر إمدادات النفط . وأكدت المنظمة في ختام تقريرها مجدداً بان السوق لا تشكوا من قلة الإمدادات بفضل كون المحزونات أعلى من مستواها السابق. يشار إلي ان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي كان قد أكد خلال اجتماعه هذا الأسبوع في الرياض مع وزير اقتصاد المعرفة الكوري ، إن السوق البترولية الدولية، تتميز بتوازن العرض والطلب، واستقرار المخزون التجاري ، مشيرا إلي أن المملكة على استعداد لإمداد كوريا الجنوبية، وبقية الدول الآسيوية، والدول المستهلكة الأخرى بكميات البترول التي تحتاجها، حيث يوجد لدى المملكة طاقة إنتاجية فائضة كبيرة لمقابلة أي زيادة في الطلب العالمي أو انخفاض في الإمدادات. وأشار النعيمي في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية"واس" ، إلي ان الارتفاع الحالي للأسعار، يعود في الدرجة الأولى إلى المضاربات والمعلومات المغلوطة، وكذلك التخوف غير المبرر بمستقبل العرض والطلب. وكان تقرير متخصص قد توقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بنسبة 1.7% خلال العام الحالي 2011 ليصل الإنتاج إلى 87.8 مليون برميل يوميا بسبب تزايد حاجة الصين إلى الذهب الأسود. وقال التقرير الصادر عن شركة بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" إنه من المتوقع أن يستحوذ الطلب الصيني على النفط على 35% من إجمالي الإنتاج العالمي بحلول نهاية العام، كما من شأن سرعة تعافي الاقتصاد الأمريكي ان يرفع معدلات الإنتاج إلى مستويات جديدة.