في الوقت الذي تشهد فيه أسعار النفط انخفاضا حادا نزولا من مستواها القياسي الذي حققته يوليو الماضي باقترابها من حاجز ال150 دولار لتصل إلى ما بين 40 إلى 50 دولار ،أكد وزير البترول الإيراني أن سعرا يتراوح بين 75 و80 دولارا للبرميل يعتبر ضروريا في الوقت الحالي النفط، ومشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن تتخذ منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" سياسة أكثر فاعلية للوصول إلى أسعار مقنعة. ونقلت قناة العالم الإخبارية عن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري قوله "أن السعر الملائم للبترول لتطوير حقول البترول الإيرانية سوف يكون ما بين 75 و80 دولارا". وفسر نوذري الذي تعد بلاده ثاني أكبر منتج للبترول ف "أوبك" عدم فعالية خفض المنظمة ناتجها بقوله إن "بعض الدول من غير أعضاء "أوبك" تعوض خفض الكمية، وما لم تتعاون الدول غير الأعضاء في"أوبك" معها فلن يكون لخفض الأخيرة إنتاجها تأثير". كما دعا نوذري إلى التعاون بين أوبك والمنتجين المستقلين للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى السوق في وقت لا تزال فيه أسعار النفط تقل نحو 65% عن ذروتها في يوليو2008 ، وردا على سؤال عما تعتبره "أوبك" أعلى سعر للنفط هذا العام قال نوذري: "من الممكن الوصول إلى سعر 60 دولارا للنفط في الربع الثالث." وعن احتمالات إجراء خفض جديد في الإنتاج نقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن الوزير الإيراني قوله: "ينبغي تقييم... الوضع في السوق والطلب العالمي وعندئذ سنأخذ في أوبك قرارا بشان أي خفض أخر." وكان مؤتمر "أوبك" الأخير في مارس الماضي قد أكد التزامه بالانصياع لقراره فى ديسمبر 2008 بخفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا مما يصل بإجمالي خفض منذ سبتمبر الماضي إلي 4.2 ملايين برميل يوميا، حيث تشير التقديرات إلى أن المنظمة قد التزمت بنسبة 80% تقريبا من التخفيضات حتى الآن. وبلغ متوسط إمدادات "أوبك" من النفط الخام في مارس الماضي 27.8 مليون برميل يوميا بانخفاض 235 ألف برميل يوميا عن فبراير وانخفض إنتاج 11 دولة ملتزمة بمستويات الإنتاج المستهدفة داخل "أوبك" إلى 25.27 مليون برميل يوميا بانخفاض 245 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق لكنه ظل أعلى من المستوى المستهدف بنحو 720 ألف برميل وجدير بالذكر أن "أوبك" التي تضم 12 دولة تنتج نحو 40% من الإمدادات العالمية ومن المقرر أن تعقد مؤتمرا أخر في فيينا في 28 مايو لبحث اتخاذ أي إجراءات أخرى ضرورية لتعزيز أسعار البترول المتدنية بسبب الركود الاقتصادي العالمي. وعلى صعيد متصل رجحت وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار كبير يبلغ 2.4 مليون برميل يوميا عام 2009 متأثر بالركود الاقتصادي الناشئ عن الأزمة المالية العالمية. وقالت الوكالة إن الطلب هذا العام من المتوقع أن يبلغ 83.4 مليون برميل يوميا بانخفاض بنحو مليون برميل عن توقعات الوكالة في تقريرها الشهري السابق.