لاقت دعوة وزير الخزانة الأمريكي الجديد تيموثي جيثينر للصين بالعمل على رفع سعر عملتها خلال المرحلة المقبلة انتقادات ومعارضة من قبل الخبراء الاقتصاديين وراسمو السياسات الاقتصادية المشاركين في أعمال منتدى "دافوس" الاقتصادي. ووصف رئيس مؤسسة "مورجان ستانلي" لمنطقة آسيا ستيفن روش أي خطوة نحو رفع سعر صرف اليوان الصيني سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي" في ظل أجواء الركود وتباطؤ النمو الراهن. وأشار في أحد المناقشات العامة المنعقدة على هامش منتدى "دافوس" إلى عدم إمكانية قيام أي دولة تواجه ركودا اقتصاديا برفع سعر عملتها. وأشار تقرير أوردته شبكة "بلومبرج" الاخبارية إلى أن تجدد الخلافات الحادة حول مسألة سعر الصرف المناسب للعملة الصينية في الأسواق سيؤدي إلى إثارة التوتر في العلاقات بين اثنين من أكبر الاقتصاديات على مستوى العالم، كما قد يؤدي إلى تقويد أي تعامل في مواجهة مخاطر الكساد التي تواجه الاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه أكد كبير الخبراء الاقتصاديين لدي البنك الدولي جوستن لين أن تحرك الصين نحو تسريع عمليات رفع سعر صرف عملتها سيضر بفرص نمو الاقتصاد الصينيين. وتأتي الانتقادات الموجهة لمطالب رفع سعر اليوان وذلك بعد التصريحات التي أدلي بها وزير الخزانة الأمريكي الجديد منذ أيام حيث أشار إلى أن الإدارة الجديدة بقيادة باراك أوباما لديها اعتقادا بأن الصين تتلاعب في أسعار صرف عملتها. وقال أن واشنطن قد تتخذ إجراءات متشددة مع الصين التي تعد أكبر مستثمر أجنبي في سندات الخزانة الأمريكية. وكانت وزارة التجارة الصينية قد أصدرت في الأسبوع الماضي بيانا أكدت فيه عدم وجود إيه عمليات تلاعب في تحديد سعر صرف العملة بهدف تنشيط الصادرات، وأشار إلى أن الاتهامات الموجهة بوجود تدخل حكومي في تحديد سعر الصرف سيؤدي إلى إثارة الإجراءات الحمائية التجارية في الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" تأتي فعالياته لهذا العام وسط أجواء يغيب عنها التفائل بشأن مدى قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي بصورة سريعة وتجاوز تداعيات الأزمة المالية الراهنة حيث يتوقع خبراء اقتصاديون ومسئولين في منظمات دولية ووزراء مالية أن يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة صعبة مع إمكانية عودة الإجراءات الحمائية في التعامل مع الأزمة. وأشار تقرير عرضته صحيفة ال " فاينانشال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلى ضعف الثقة حاليا في مدى فاعلية خطط التحفيز المالي التي أقرتها العديد من الدول الصناعية المتقدمة للتخفيف من حدة الأزمة واحتواء مخاطر الانكماش التي تهدد الناتج الإجمالي العالمي خلال العام الحالي في الوقت الذي تتبدد فيه الآمال بشأن مدى إمكانية اتفاق الدول الغنية والفقيرة على استراتيجية عامة في مواجهة تداعيات الأزمة الراهنة. وعلى الرغم من تشديد مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب على أهمية المنتدى، الذي وصفه أنه "الأهم في تاريخ المنتدى على مدار 39 عاماً"، إلا أن عدداً من كبار رجال الأعمال قرروا عدم المشاركة في المنتدى هذا العام. ويؤكد هذا الاتجاه انسحاب كل من المدير التنفيذي لمصرف "سيتي جروب" فيكرام بانديت والمدير التنفيذي لشركة "سوني" هاورد سترينغر، إلا أن عدد المشاركين في دافوس هذا العام قد ارتفع، حيث تم تسجيل أكثر من 2600 مشارك، بسبب ارتفاع عدد المسئولين من القطاع الخاص المشاركين من روسيا والصين ودول أخرى قررت توسيع مشاركتها مع تراجع الحضور الأوروبي والأمريكي. ويركز "دافوس" للعام الحالي على إدارة الأزمة الحالية و تحديد معالم مرحلة ما بعد الأزمة، بداء من الإصلاح الاقتصادي وانتهاء بمعالجة التغير المناخي، حيث يلفت المنتدى الاهتمام إلى النواحي البيئية و يناقش الإجراءات اللازم إتباعها من الدول ومؤسسات المجتمع والشركات المعنية.