توقع تقرير لمؤسسة "ميريل لينش" أن يتراجع نمو الاقتصاد العالمي إلى أدني مستوي له منذ عام 1982 ليسجل 1.3% في عام 2009 مقابل 3.2% خلال العام الحالي ثم ليرتفع مجددا إلى 3.1% في عام 2010. وحددت دائرة البحوث العالمية في "ميريل لينش" في تقريرها بعنوان "2009: أن الاقتصاد الكلي العالمي في العام المقبل" يواجه عدة مواضيع محورية، هي أن الاقتصادات النامية العالمية "ستكون أقل تعرضاً للتراجع من الاقتصادات المتقدمة في العالم"، كما توقعت أن تزيد الحكومات تدخلها عبر ضخ المزيد من الأموال في محاولة لانعاش الاقتصاد، وظهور آثار جانبية وحدود للتدابير المحفّزة، واستئناف ارتفاع النمو في النصف الأول من 2009 قبل تلاشيه. وتوقع التقرير أن تجبر الأزمة المالية الراهنة المستلهكين في الولاياتالمتحدة إلى الاتجاه نحو الإدخار أكثر من الإنفاق خاصة في ضوء انكماش واضح في كميات النقد التي يحتاجون إليها للحفاظ على مستويات الإنفاق الحالية. وعلى صعيد الأسواق الناشئة توقعت "معدلات فائدة أدنى وزيادة في الإنفاق الحكومي لحفز الطلب الداخلي في الصين". ولم تستبعد في تقريرها، استمرار "تراجع معدلات الفائدة في العالم، إذ تجاوز معدل انخفاضها حتى الآن 0.8 في المئة، وتواصلها بالنسبة ذاتها". وتناول التقرير الذي اوردته صحيفة "الحياة" اللندنية الوضع في اليابان، فرجّح أن تتمكن ب "صعوبة" تجنّب الركود، لاعتمادها على التصدير الى آسيا أكثر من الولاياتالمتحدة، ولتوقع زيادة في الاستهلاك الشخصي نتيجة تراجع أسعار النفط، وأخيراً التنشيط الحكومي". وفي منطقة اليورو، أشارت "ميريل لينش" إلى أصابتها بركود كامل وفي أجزاء من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الناشئة". وفي محاولة لإنعاش الاقتصاديات المتداعية خفضت البنوك المركزية الأوروبية اسعار الفائدة أول من أمس، وخفض البنك المركزي السويدي اسعار الفائدة 175 نقطة اساس وقلص المركزي الأوروبي سعر الفائدة الاساسي 75 نقطة اساس وخفض بنك انجلترا المركزي الفائدة نقطة مئوية كاملة. وفي المجال النفطي، خفّضت توقعاتها لسعر برميل النفط الخام إلى 50 دولاراً للبرميل في 2009، إذ يتضاءل الطلب على النفط في مناطق الاستهلاك الرئيسة. وتوقع "ميريل لينش" أن تواصل أسعار النفط تراجعها خلال النصف الأول من العام القادم لتصل الى 25 دولارا للبرميل وذلك قبل معاودة انتعاشها مجدداً في النصف الثاني من العام 2009. وتضمنت المذكرة البحثية الصادرة عن "ميريل لينش" تعديلاً لتنبؤاته بشأن متوسط أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي وخام برنت بحر الشمال الى 50 دولارا للبرميل, مقابل 90 دولارا للخامين في وقت سابق. وقال البنك في مذكرته التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أنه "مع انحسار الطلب في انحاء المناطق الرئيسية لاستهلاك النفط جميعا فان اسعار خامات القياس الرئيسية للنفط تواصل الهبوط, وفي الأجل القصير فان الاهتمام في السوق سيتركز على استجابات أوبك وربما أيضا المنتجين من خارج أوبك لتحقيق توازن السوق". وأفادت المذكرة ان هبوطا مؤقتا دون 25 دولارا للبرميل أمر محتمل اذا امتد الكساد الى الصين والمطلوب إجراء تخفيضات كبيرة للإنتاج من خارج "اوبك". ويري البنك ان أسعار النفط قد تهبط بشدة في نهاية الربع الأول لعام 2009 أو أوائل الربع الثاني لعام 2009 مصاحبة للهبوط الموسمي للطلب, متوقعاً أن تشهد أسعار النفط انتعاشة طفيفة في النصف الثاني لعام 2009". وقد تراجعت أسعار النفط مقتربة من 42 دولارا للبرميل أمس لتصل إلى أدنى مستوى منذ يناير 2005 وذلك بعدما أظهر تقرير حكومي أن أكثر من نصف مليون أمريكي فقدوا وظائفهم الشهر الماضي. وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن "قيمة العملات ستعكس التوازن العالمي وانخفاض الاستهلاك واستنفاد شهية المخاطرة" بحسب استراتيجي العملات في "ميريل لينش" دانيال تننغوزر.