فشل جديد لمفاوضات التجارة العالمية منظمة التجارة العالمية جنيف : واجهت مفاوضات تحرير التجارة العالمية التي دخلت عامها السابع انتكاسة جديدة تضاف لسجل الإخفاقات التي اعتادها الشركاء وذلك بعد إعلان مؤتمر جنيف فشل الدول الغنية والنامية في تقريب وجهات النظر حول القضايا العالقة وعلى رأسها الملف الزراعي. فقد أنهى المؤتمر الوزاري المصغر لمنظمة التجارة العالمية أعماله في جنيف بعد مفاوضات شاقة استمرت 9 أيام دون التوصل إلى أي اتفاق حول مسألة خفض الدعم الزراعي في الدول الغنية وتحرير الأسواق النامية بشكل أوسع أمام السلع والمنتجات الصناعية. وقد أجمع بعض وزراء التجارة المشاركين في اجتماع جنيف على أن لب الخلاف الذي تسبب تلك المرة في تعثر المفاوضات يرجع إلى عدم الاتفاق على إيجاد آلية تتيح للدول ذات الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والهند حماية مزارعيها وإنتاجها الزراعي، في الوقت الذي تشهد الأسواق ارتفاعا في حركة الواردات. غير أن الوزراء يرون أن تلك القضية تمثل جزءا صغيرا من المفاوضات وقالوا، كما يشير تقرير أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن هناك تقدم جيد قد أحرز في قضايا أخرى مثل الخلاف حول مسألة واردات دول الاتحاد الأوروبي من الموز. وفي الوقت نفسه أقر الوزراء عدم اتضاح الرؤية بشأن ما إذا كانت تلك المكاسب يمكن الاعتماد عليها في مرحلة لاحقة. وقد أقر عدد من الوزراء والمسئولين أنه لإحراز أي تقدم ملموس حول القضايا العالقة يتطلب الانتظار لحين الانتهاء من انتخابات الرئاسة في الولاياتالمتحدة. وقد تبادل الجانبين الأمريكي والصيني الاتهامات بشأن عدم تقديم تنازلات بشكل كاف. الممثلة التجارية الامريكية سوزان شواب غير أن الممثلة التجارية الأمريكية سوزان شواب أكدت استمرار التزام واشنطن بمفاوضات الدوحة لتحرير التجارة العالمية، مشيرة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية إلى أن التقدم الذي تم إحرازه في عشرة أيام كان هائلا مقارنة بالسنوات الثماني الماضية مضيفة أنه بالإمكان البناء على التقدم الذي توصلنا إليه للانطلاق قدما نحو اتفاق بين الأطراف المختلفة. وأضافت مدافعة عن موقف الولاياتالمتحدة بالقول أنه من سخرية القدر أن يتصور المرء مدى سهولة رفع الحواجز أمام الواردات الغذائية في خضم أزمة الغذاء العالمي. ومن جانبه أعرب وزير التجارة الهندي كمال ناف عن أسفه لعدم التوصل إلى تحقيق نجاح خلال المفاوضات الأخيرة لتحرير التجارة يؤمن سبل العيش لنحو مليار نسمة من سكان العالم في إشارة إلى انهيار محادثات جنيف بعد الفشل في الاتفاق على آلية الضمانات الزراعية لحماية المزارعين في الدول الفقيرة أمام المنتجات الزراعية في الدول المتقدمة والتي تحظى بالدعم الحكومي. ودعا خلال مؤتمر صحفي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي إلى التعامل مع ذلك الإخفاق على أساس أنه توقف للمفاوضات وليس انهيارا وإلى إبقاء القضايا العالقة على طاولة البحث، مشيرا في ذلك الصدد إلى أن مصالح أفريقيا والدول الأقل نموا أصبحت في خطر.