محيط: المستويات القياسية التي أحرزتها أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الأخير تعني أن مستوى ال100 دولار للبرميل أصبح أمرا غير مستبعد للسوق البترولي على المدى القصير، خاصة في ظل وجود العامل الجيوسياسي والذي سيظل الأكثر تأثيرا في اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة. ويتضح التأثير الذي يلعبه العامل الجيوسياسي في تحديد اتجاه السوق النفطي وذلك من خلال التحركات الأخيرة للأسعار بعد تزايد حدة التوتر على الحدود العراقية التركية وبشكل ينذر بإمكانية حدوث تدخل عسكري موسع من جانب تركيا في الشمال العراقي. وقد ارتفعت الأسعار بشكل واضح منذ يوم أمس مسجلة مستويات قياسية وذلك بعد إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على إيران لدفعها للتخلي عن برنامجها النووي، وهو الأمر الذي يعني أن المواجهة الراهنة مع إيران، ثاني أكبر منتج داخل أوبك، ستظل عاملا مؤثرا على اتجاهات أسعار النفط والتي أصبحت تسير بخطى ثابتة صوب ال100 دولار. وكان سعر النفط الخام الأمريكي لغرب تكساس قد قفز قبل نهاية الأسبوع فوق مستوى ال92 دولارا للبرميل والتي اعتبرت أعلى مستويات له على الإطلاق، حيث سجل 92.22 دولار، وإن كان قد أنهى آخر يوم من تعاملات الأسبوع وذلك بالنسبة لتعاقدات شهر ديسمبر الآجلة عند مستوى 91.86 دولار للبرميل بارتفاع قدره 1.4 دولار أو بنسبة 1.6 %. وقد اعتبر السعر المسجل عند الإغلاق مستوى قياسي. وأشارت شبكة بلومبيرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن سعر الخام الأمريكي لتعاقدات شهر ديسمبر قد حقق في الأسبوع الأخير ارتفاعا ب5.6 % وبنحو 52 % على مدى ال12 شهرا الأخيرة. وقد حلق أيضا خام برنت على مستوى قياسي مقتفيا أثر نظيره الأمريكي ليسجل في بورصة البترول الدولية بلندن 88.69 دولار بارتفاع نسبته 1.4 % أو بمقدار 1.21 دولار. ويأتي استئناف أسعار النفط اليومين الأخيرين ارتفاعاتها مرة أخرى صوب المستويات القياسية رغم استقبال الأسواق بصورة فعلية للزيادات الجديدة المقررة من جانب "أوبك" وتأكيد المنظمة استعدادها لسد أي فجوة محتملة بين الطلب العالمي ومستويات المعروض. ويعني ذلك أن هناك عوامل أخرى أصبحت تؤثر بشكل واضح على اتجاهات السوق البترولي خارج نطاق مسئولية "أوبك" أي لا ترتبط بمعطيات العرض والطلب. ولعل أبرز تلك العوامل المؤثرات الجيوسياسية وعدم تشغيل بعض محطات التكرير بكافة طاقتها الإنتاجية.