بعد التعافى الملحوظ لأسعار النفط ووصولها لمستوى ال50 دولاراً فى ظل تجدد دور العامل الجيو سياسى كورقة مؤثرة فى اتجاهات السوق البترولية عادت الأسعار، لتصبح رهينة الظروف غير الطبيعية التى تواجه الاقتصاد العالمى، حيث أنهت الأسبوع حول مستوى ال40 دولاراً بانخفاض نسبته 12%، ليستقر حول 40.83 دولار، وهو ما يعد أدنى مستوى منذ 30 ديسمبر الماضى. وتقدر نسبة تراجع سعر الخام ب12% خلال الأسبوع بعد القفزة التى أحرزها فى الأسبوع السابق ب23%، وهو ما اعتبر أكبر ارتفاع منذ أغسطس 1986. وفى بورصة البترول الدولية بلندن أنهى سعر خام برنت تعاملات الأسبوع لتعاقدات شهر فبراير الآجلة بنحو 0.6% لتستقر حول 44.42 دولار. تزايدت حدة الضغوط على سعر النفط الخام فى نهاية الأسبوع، وذلك بعد الإعلان عن بيانات أسواق الأمريكية، والتى أظهرت ارتفاع البطالة على مستوى أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة فى العالم إلى 7.2% وهو ما دفع السوق البترولية للهبوط بنحو 5.6%. وأشارت شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الإلكترونى إلى تراجع النفط الخام فى آخر تداولات الأسبوع ببورصة نيويورك للسلع، وذلك لعقود شهر فبراير الآجلة بنحو 2.1% أو 27 سنتاً. ورغم الهبوط القياسى الذى منى به سعر النفط الخام فى 2008 والذى يقدر بنحو 45% كنتيجة لأجواء الكساد القاتمة التى تخيم على الاقتصاد العالمى والتى تعد الأسوأ كما يرى العديد من المراقبين، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن هناك أراء عدد من المحللين ترجح إمكانية حدوث انتعاش نسبى للأسعار خلال 2009 ليكون متوسط مستوى الخام فى حدود ال60 دولارا للبرميل. يبرر الخبراء الانتعاش المنتظر أن تشهده الأسعار بغض النظر عن العوامل الجيوسياسية وتأثيرها الذى لا يمكن استبعاده على اتجاهات أسواق الطاقة، وذلك فى ضوء التحركات التى اتخذتها منظمة أوبك خلال 2008 والتى استهدفت إجراء خفض قياسى لحجم المعروض العالمى لوضع حد للانهيارات السريعة التى تعرضت لها الأسعار. وقد تم رصد توقعات المحللين من خلال مسح أجرته شبكة بلومبرج الإخبارية. ويرى أحد المحللين أن أسعار النفط قد اقتربت بالفعل من أدنى مستوياتها، حيث تصل لتلك المستويات خلال الأسابيع القليلة القادمة.