رحلة مكوكية لرئيس المركزي الأوروبي لتغيير سياسة اليوان محيط كريم فؤاد تريشيه محافظ البنك المركزي الأوروبي في خضم تخوف عدد من كبار المسئولين الاقتصاديين في منطقة اليورو إزاء تأثر عملتهم الموحدة بالسياسة النقدية المتبعة بشكل متعمد في كل من الولاياتالمتحدة والصين واليابان، من المزمع أن يقوم عددا من كبار المسئولين الأوروبيين برحلة مكوكية إلى بكين في محاولة لإقناع الصين بتغيير سياستها النقدية والمساعدة على وضع حد للتقلبات التي تعصف بأسواق المال نتيجة سعر الصرف غير المتوازن بين عملتها اليوان والعملات الأجنبية الرئيسة الأخرى. وأعلن مفوض الشؤون النقدية الأوروبي يواخين المونيا في تصريحات للصحفيين عل هامش منتدى اقتصادي في بروكسل أن اليورو الذي يواصل ارتفاعه في أسواق صرف العملة العالمية يواجه منافسة غير متكافئة من قبل بعض العملات الأجنبية و خاصة اليوان الصيني مما يتسبب في خلل هيكلي متعمد وغير مبرر. وأشار المسئول الأوروبي في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" انه سيشارك في المهمة الرسمية لدى الصين في غضون الأيام القادمة برفقة كلا من رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه ورئيس منطقة اليورو ورئيس وزراء لكسمبورج جان كلود جونكر. ويعاني اليورو منذ فترة ارتفاعات قياسية أمام كلا من الدولار الأمريكي واليوان الصيني والين الياباني مما دفع برئيس منطقة اليورو إلى القول إن الاقتصاد الأوروبي لا يمكنه ان يتحمل إلى ما لانهاية تبعات تلك السياسات النقدية. وقد تخطى سعر العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" في أواخر شهر سبتمبر الماضي كافة الأرقام القياسية التي شهدها منذ التعامل به دفتريا في عام 1998 ليبلغ 1.4 دولار. وعزا المتعاملون هذا الارتفاع التاريخي لسعر اليورو في الدرجة الأولى إلى انخفاض سعر الفائدة الرئيسية للدولار الأمريكي التي تبلغ حاليا 4.75%. وأشارت المفوضية في تقريرها الربع سنوي إلى أن تلك الاضطرابات المالية ستؤثر على جميع قطاعات الاقتصاد وذلك في ظل صعوبة عملية الاقتراض. ومن المرجح أن يوجه وزراء الخزانة والمال الأوروبيين نداءً مساء اليوم لمجموعة الدول الصناعية السبعة التي سيجتمع وزرائها لشؤون الخزانة الأسبوع المقبل في واشنطن للتفكير في حل جماعي للمعضلات النقدية العالمية، ووفقا لمسودة تقرير تم اعدادها من جانب الحكومات الأوروبية تمهيدا لاجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع، فإنه من المرجح أن تستمر حالة من عدم الاستقرار في أسواق المال الأوروبية الأمر الذي سيكون له تأثيره على النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.