صفقات الاستحواذ تشكل40% من استثمارات الصين الخارجية بكين: كشفت إحصائيات حديثة أن صافي استثمارات الصين الخارجية قد تجاوزت ال 21 مليار دولار في العام الماضي محققة معدل نمو سنوي بلغ في المتوسط 60% على مدى الأعوام الخمسة الماضية. ونقلت الصحيفة الإحصائية الحكومية في الصين عن أحد الخبراء بمكتب الإحصاءات الوطني قوله بأن الاستثمارات الخارجية التي تقوم بها الشركات الصينية قد تطورت من مجرد افتتاح مكاتب أو إقامة "نوافذ" للفروع إلي القيام بإنشاء مصانع والدخول في صفقات شراء واستحواذ بجانب مقايضة الأسهم وإدراج أسهم الشركات الصينية في أسواق الأسهم الأجنبية فضلا عن الدخول في عمليات شراكة. ولعل أهم ما أصبح يميز الاستثمارات الخارجية للصين ذلك التنامي الملحوظ في صفقات الشراء والاستحواذ والتي شكلت نحو 40% من إجمالي الاستثمارات الخارجية المحققة للصين في العام الماضي. وتناول تقريرا لوكالة الأنباء الصينية أوردته صحيفة "شينا ديلي" صفقات الشراء الكبرى التي نفذتها الصين في الأسواق الخارجية من بينها شراء شركات التعدين البريطانية والمناجم في جنوب أفريقيا وذلك من جانب شركة "تس جين كوانج ية" الصينية وشراء شركة "لينوفو" من جانب قطاع الحاسب الآلي التابع لشركة "آي بي أم" فضلا عن قيام مجموعة "سي أي تي أي" بشراء حقول نفط تابعة لكازاغستان. ويرى أحد الباحثين لدى وزارة التجارة الصينية أن أحد الأسباب الرئيسية وراء تلك الصفقات هي رغبة الشركات الصينية في إيجاد فرص ومحالات أوسع للتنمية في الأسواق الخارجية وذلك في الوقت الذي عملت فيه الحكومة الصينية على تخفيض القيود على الاستثمارات في الأسواق الخارجية كما أن هناك بعض الشركات الصينية الكبرى ترى أن الدخول في صفقات اندماج واستحواذ بالأسواق الخارجية يعد أفضل وسيلة للتحول لشركة عالمية. ومن واقع الاحصائيات الحديثة فإن الصين قد تمكنت على مدي السنوات الأربع الأخيرة من أن تصبح ثالث أكبر قوي تجارية على مستوي العالم في الوقت الذي حصلت فيه على الترتيب الثالث عشر بين دول العالم كصاحبة أكبر استثمارات أجنبية في الأسواق الخارجية فضلاً عن نجاح الأسواق الصينية لتصبح واحدة من الأسواق الرئيسية المستهدفة من جانب صناديق الاستثمار الأجنبية. ووفقاً للأرقام الصادرة عن المكتب الوطني الصيني للاحصائيات فقد قفز حجم التجارة الخارجية للصين إلى 1.76 تريليون دولار في العام الماضي، مقارنة لحجم تجارتها التي كانت في حدود 620.8 مليار دولار في عام 2002. وتشير الاحصائيات التي أوردتها صحيفة "شينا ديلي" عبر موقعها على شبكة الأنترنت إلى أن تجارة الصين الخارجية قد حققت نمواً بلغ في المتوسط حوالي 30% على مدي السنوات الأربع الأخيرة، حيث سجلت الصادرات زيادة سنويه ب 31.3% مقابل 28% للواردات. وقد سجلت الصادرات في العام الماضي نمواً ب 27% لتبلغ 969 مليار دولار بينما ارتفعت الواردات ب20% لتبلغ 791.6 مليار دولار، وقد حققت بذلك إجمالي حجم تجارة الصين مع العالم الخارجي نمواً ب 23.8% عن العام السابق. وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة لدي الصين فقد وصل حجم تلك الاستثمارات تراكمياً حتى العام الماضي إلى 703.9 مليار دولار، وفي عام 2002 تجاوزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين ال 50 مليار دولار، وذلك لأول مرة حيث شهدت بعد ذلك تلك الاستثمارات تنامياً مضطرداً. هذا وتوقع البنك الدولي أن تصل نسبة النمو في الناتج المحلي للصين ب 11.3% خلال العام الحالي 2007. تسارع وتيرة النمو وذكر التقرير الربعى حول الصين أن إجمالى الناتج المحلى للصين سجل بنسبة نمو ب 11.5% فى النصف الأول من عام 2007 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. وقام البنك الدولى في وقت سابق بتعديل توقعه لمعدل نمو إجمالى الناتج المحلي في الصين من 9.6% إلى 10.4 % فى تقريره الربعي الذي صدر في مايو. واشار التقرير إلى أن انتعاش اقتصاد التنين الصيني يقوده كلا من التجارة الخارجية القوية وانتعاش الاستثمارات في الطلب المحلي. وذكر التقرير أن الفائض التجارى يضيف سيولة محلية ويسهم فى حدوث زيادات مطردة في أسعار الاصول، وبالاخص أسعار الأسهم.