باريس: صدر عن دار نشر جان كلود جاوزفيتش كتاب جديد بعنوان "مثقفو التزييف- الصعود الإعلامي لخبراء الترَّهات" تأليف الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، وقد احتل الكتاب قمة قائمة مبيعات الكتب الفرنسية. وبحسب مجلة "وجهات نظر" يتناول الكتاب سلبيات الفضائيات والمواقع الإخبارية ومنها قصر فرص الظهور على الشاشات وفي أعمدة صفحات الرأي بمواقع الصحف الكبرى على بعض النخب الثقافية دون غيرها والذين يقدمون عادة على أنهم "خبراء" و"محللون سياسيون" أو مثقفون مختصون في المجال موضوع التداول الإعلامي، وبالتالي يتعاظم تأثيرهم في تشكيل توجهات الرأي العام. وينطلق الكاتب مستعرضاً بعض المغالطات والخرافات التي انتشرت على أوسع نطاق لدى المتلقي الفرنسي بسبب شراسة وطغيان نفوذ مثقفي التزييف، الذين لا يتورعون عن تسويق وبيع أحكامهم المسبقة وتوجهاتهم للجمهور، على أنها حقائق موضوعية، لافتاً إلى أن بعض وسائل الإعلام تظهر تقبلها لخطاب التضليل والتحريف الذي يروج له هؤلاء "المثقفون"، دون أن تمارس حيالهم أبسط أشكال النقد. ويكشف بونيفاس عبر كتابه عدد من مثقفي التزييف والتحريف وهم كما ذكرهم "الفيلسوف" برنار- هنري ليفي، والكاتب السياسي اللامع ألكسندر أدلر، إضافة إلى محللين و"خبراء" آخرين مثل كارولين فوريه، وفيليب فال، وفردريك آنسل، ومحمد سيفاوي. ويقول عن كارولين فوريه أنها صنعت أسطورتها من التفنن في الهجوم إما على المفكر الأوروبي المسلم طارق رمضان، أو من خلال مهاجمة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن! وفي كلتا الحالتين تكمن "عبقريتها" في اختيار "من ينبغي مهاجمته"، من منطلق يميني شعبوي، بطبيعة الحال!