لندن: وقع الكاتب الليبي هشام مطر روايته الجديدة "تشريح اختفاء " بالعاصمة البريطانية لندن بحضور عدد كبير من الصحفيين والكتاب العرب والأجانب وبالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن قطان المعنية بتطوير الثقافة والأدب وتعزز التعاون الثقافي بين المنطقة العربية وبقية العالم. جاء ذلك بصحيفة "القدس العربي" وقد استعرض الكاتب خلال الأمسية محتوى الرواية الصادرة عن دار "فايكنج" البريطانية بداية هذا الشهر وفكرتها، وفي روايته يستوحي مطر شيئاً من سيرته وسيرة والده الذاتية، حيث تسرد من خلال الإبن الألم والعذاب الذي يسببه اختفاء الأب، رجل السياسة، الذي يختطف ولا يظهر له أثر بعد ذلك، وهو ما حدث مع والده في الواقع. وقال مطر عن روايته أن العنصر الأساسي فيها هو حالة النوستالجيا أو الحنين الذي يعيشه الابن بعد اختفاء والده ومدى هوسه في العثور على أبيه وإصراره على معرفة تفاصيل وأسباب اختفائه، ويظل الابن مقيماً في منزل أبيه، يرتدي ثيابه، ويزور الأماكن التي كان يزورها معه. وتطرق الكاتب للاوضاع في ليبيا بحسب المصدر نفسه وقال أنه يشعر بإمكانية التغيير التي لم تكن موجودة عند الشعب الليبي من قبل، لافتاً إلى أن سياسة القذافي والنظام الليبي ساهما في قمع الحريات وحالا دون تمكن الأدب والفن الليبي من الإنتشار والتطوير، ويرجع ذلك لما فعله القذافي عام 1979 حين اعتقل عدداً من الكتاب وأحرق الكثير من الكتب. يذكر أن رواية "تشريح اختفاء" الصادرة بالإنجليزية هي الرواية الثانية لمطر، والتي جاءت عقب روايته الأولى والمعنونة ب "في بلد الرجال" الصادرة عام 2006 عن دار "بنجوين" البريطانية وتم ترجمتها لأكثر من 20 لغة، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة مان بوكر البريطانية، وتمكنت من تحقيق مبيعات عالية. وقد أراد مطر في روايته الأولى أن يصور الظلم والقهر والقمع السياسي الذي يعيشه الشعب العربي في زمن الدكتاتوريات والطغاة، وتاتي رواياته مستوحاة من حياته ومأساته الشخصية ومستمدة من حيثيات الأحداث السياسية والمعاناة التي سببتها لعائلته.