لندن: تحت عنوان "كتاب الدمار" افتتح المصور الألماني كاي فايدنهوفر معرضاً فوتوغرافياً في لندن، وهو نفسه عنوان آخر كتاب صدر له، وصور الكتاب تتمحور جميعها حول حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي غزة عام 2009، ومعبراً عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. وبحسب صحيفة "القدس العربي" تم افتتاح المعرض أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي ويستمر حتى الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري، وقد تمكن المصور الألماني فايدنهوفر من توثيق مأسي الضحايا الأحياء الذين خلفهم العدوان الإسرائيلي على غزة وذلك عندما سمحت له جائزة التصوير الصحافي التي منحتها له شركة "كارمينياك جيستشن" بالعمل لمدة ثلاثة أشهر في غزة. ومن خلال هذه الشهور التي قضاها في غزة تمكن المصور من الغوص في تفاصيل الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي، وتعرف على عدد كبير من ضحايا الاحتلال، والذي التقط بعدسة كاميرته مآسيهم. وركز فايدنهوفر في صوره على التشوهات الجسدية لضحايا الاعتداء بشكل فني وخلاق كما تظهر الكثير من الصور مشاهد الدمار الهائل الذي سببه العدوان في منازل القطاع وبناه التحتية. وقد صدر للمصور الألماني حتى الأن أربع كتب فوتغرافية هي: "السلام المثالي، تفاصيل الحياة الفلسطينية بين الانتفاضتين، الجدار" ومؤخراً كتاب الدمار، ويسلط من خلالها الضوء على الحياة الفلسطينية والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون. ويشن هجوماً على فايدنهوفر من قبل بعض الأطراف المؤيدة لإسرائيل حيث يتهمه البعض بالإنحياز للفلسطنين، وعن ذلك قال المصور لصحيفة "القدس العربي": أنه يحاول دائماً أن يتحرر من ضرورة إثبات كلا الجانبين من القصة وعرضها بتوازن وموضوعية كما في الصحف والتلفزيون، في محاولة لتصوير ما يشده ويؤثر به، وانه ليس بالضرورة أن يكون منحازاً أو متعاطفاً مع فلسطين أكثر من إسرائيل، وأوضح أنه كان يرغب في الذهاب إلى إسرائيل لتصوير الضحايا الإسرائيليين لتحقيق نوع من التوازن ولكنه فضل أن لا يفعل لأنه يعي أنه لن يجد الكثير من الضحايا الإسرائيليين ولن يجد دماراً هائلا ً في البناء. جدير بالذكر أن أعمال فايدنهوفر السابقة تلقت الكثير من الانتقادات من قبل جهات اتهمته ب "الدعاية ضد إسرائيل"، ويلاحظ في معرضه الحالي المقام في لندن قدوم العديد من الزوار العرب وعدد كبير من الأجانب والبريطانيين الذين يقفون مذهولين أمام المناظر التي تظهرها الصور والتي لا يرونها عادةً عبر شاشات التلفزيون الغربية.