باريس: "قصة بلجراد" عنوان كتاب أخير في سلسلة تصدرها دار "روشيه" الفرنسية للنشر تحت عنوان: "قصة أمكنة سحرية"، ومؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي العارف ببلاد البلقان "جان كريستوف بويسون". وبحسب صحيفة "البيان" يتابع المؤلف التسلسل التاريخي لبلجراد عبر 15 فصلا تبدأ بفصل يحمل عنوان: "بلجراد قبل بلجراد" أي ما قبل عام 827 م وتنتهي بفصل يحمل عنوان: "من تيتو إلى ميلوزيفتش 1926-1989"، وفصول عن بلجراد كعاصمة للصربيين، وفي ظل الحكم العثماني والمدينة المتمرّدة في القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن التاسع عشر، ثم الحديث عن ولادة الأمة الصربية وفترات الحرب والسلام والاحتلال وبلجراد المدينة التي قامت لا قبل انتقالها من نظام شمولي إلى آخر. ويذكر المؤلف أن القرن التاسع عشر شهد تمرّدين صربيين ضد السلطة العثمانية، وكانت النتيجة أن السلطان محمود الثاني اعترف رسميا في عام 1830 بالاستقلال الذاتي لصربيا، مما فتح الطريق أمام مسار من التبدّلات في الخارطة العمرانية والسكانية لمدينة بلجراد. وذلك في ظل إمارة ثم مملكة صربيا في عام 1882، والرحيل النهائي للعثمانيين. ومع بداية الاستقلال نشب خلاف بين "مملكة صربيا" التي أرادت تحقيق وحدة الشعوب السلافية في البلقان وبين الإمبراطورية النمساوية الهنغارية التي أرادت أن تمد سلطتها حتى البحر الأسود. هكذا عندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914، تلقت مدينة بلجراد القنابل النسماوية الهنغارية . لكن الحرب انتهت بسقوط تلك الإمبراطورية. وفي عام 1918، أصبحت بلغراد عاصمة مملكة الصربيين والكرواتيين والسلوفينيين التي أصبحت عام 1929 مملكة يوغسلافيا، ومع بداية الحرب العالمية الثانية تلقت بلجراد أيضا القنابل الألمانية مما أدّى إلى سقوط آلاف القتلى لتبدأ عند نهاية الحرب الحقبة الشيوعية بزعامة جوزيف بروز تيتو . لكن يوغسلافيا عرفت حربا أهلية مع نهاية تلك الحقبة، وتلقت بلجراد قنابل الحلف الأطلسي في عام 1999. ومنذ عام 2006 وإعلان استقلال جمهورية الجبل الأسود أصبحت بلجراد عاصمة صربيا وحدها، ولم تنته بالتأكيد "قصة بلجراد" كما يقول لنا مؤلف الكتاب.