القاهرة: يبحث كتاب "نجيب محفوظ والرواية العالمية" لمؤلفه د.حامد أبو أحمد عن علاقة عميد الرواية العربية بالرواية العالمية، وصورته في الدراسات النقدية العالمية. ووفقاً لإيثار جمال الدين بصحيفة "الدستور" المصرية يستعرض المؤلف الكتّاب العالميين الذين قرأ لهم نجيب محفوظ في بداية حياته، وتأثر بهم، مثل جولسورثي وألدوس هاكسلي، ومن الروايات التي نالت إعجابه بشكل خاص "الحرب والسلام" لتولستوي، "البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست، و"الشيخ والبحر" لهيمنجواي و"موبي ديك" لملفيل. ويتخير المؤلف ثلاثة كتب لكتاب أجانب من عوالم مختلفة ومتباعدة: الاتحاد السوفيتي وإسبانيا والولايات المتحدة، لينقل لنا صورة نجيب محفوظ في عيون العالم، مشيرا إلي تعدد الكتابات العالمية التي تناولت أدب نجيب محفوظ وأكدت أنه كاتب عالمي عملاق. ويؤكد المؤلف أن جيل نجيب محفوظ لم يُدرس بعد بما فيه الكفاية وهذا ما أدي إلي حجب بعض الإبداعات الحقيقية لأفراد هذا الجيل، كما يفتح المؤلف مذكرات نجيب محفوظ التي تولي الناقد الراحل رجاء النقاش كتابتها، مؤكدا أنه كان موفقا في الأسلوب الذي اتبعه لتقديم حواراته المطولة مع نجيب محفوظ بحيث بدا للقارئ أن نجيب محفوظ يحدثه هو، فيما انزوي صوت رجاء النقاش المحاور الحقيقي الذي فجر الكلمات علي لسانه. كما ينقل لنا رأيه في ثورة يوليو وأبدع في عهدها أروع أعماله وواجهها بأخطائها وذلك في روايات "ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" و"اللص والكلاب"، وعدد مزاياها في مذكراته، وينفي المؤلف أن يكون نجيب محفوظ قد غازل السلطة في عهد السادات أو بعده، فقد أوضح في مذكراته أنه أخذ علي السادات الأسلوب الذي اتبعه في مواجهة التيارات الدينية، والنظام الدكتاتوري الذي فرضه علي مصر خاصة في سنوات حكمه الأخيرة. كما يقرأ الكاتب آراءً أخري لنجيب محفوظ حول الأوضاع الاجتماعية والأدب والفكر وعلاقته بأهل الفن وقارئي القرآن الكريم وغيرهم. ويفرد صفحات من كتابه حول حوارات أجريت مع نجيب محفوظ، ويختتم كتابه بحوار أجراه مع الكاتب حول آرائه في الوضع الراهن للأدب العربي وصلته بالآداب العالمية خاصة أدب إسبانيا وأمريكا الجنوبية التي برز كتابها وأثرت أعمالهم في مسيرة الأدب العالمي.