واشنطن: صدر مؤخراً للكاتبة الأمريكية سوزان جورج كتاب جديد بعنوان "الفكر المقيد بالأصفاد" والذي تشرح فيه كيفية استيلاء اليمين الديني والعلماني على الولاياتالمتحدةالأمريكية، والكاتبة وغن كانت امريكية إلا أنها معظم الوقت تمكث في باريس. ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" صدر للمؤلفة الأمريكية قبل ذلك عدة كتب تدل عناوينها على توجهها الفكري والسياسي منها "كيف يموت النصف الآخر من العالم؟"، و "عالم آخر ممكن"، وعرفت الكاتبة بإدانتها للغرب المتغطرس، الجشع، اللا إنساني. ويأتي كتاب سوزان جورج الجديد كبحث ميداني في عمق المجتمع الأمريكي، وتحاول المؤلفة إيصال فكرة معينة بان سيطرة اليمين على مقاليد السلطة في أمريكا لا تنحصر في وجود رجل كجورج دبليو بوش في البيت الأبيض، ولن تنتهي برحيله، وإنما هي نتاج مسار طويل عريض بدأ قبل عدة عقود، ومن هنا تأتي صعوبة مواجهته. حيث استطاع اليمين تدريجيا اختراق كل المؤسسات الأمريكية والسيطرة عليها، في حين أن اليسار ظل غارقاً في الفوضى والتفكك، وفي هذه اللحظة بالذات راح اليمين يتغلغل بكل تصميم وتخطيط منهجي في معظم المؤسسات الأمريكية، ويسيطر على المواقع الاستراتيجية في كل مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية. فالرأسمالية المتطرفة تجاهلت كل قيم التقدم والعدالة الاجتماعية الموروثة عن عصر التنوير، وبدأت الأصولية الدينية تستفحل في نفس الوقت خاصة في الولايات الجنوبية، وتشكل تيارا خطيرا يهدد قيم التنوير التي بنيت عليها أمريكا منذ الثورة الكبرى عام 1776، وهكذا تراجعت أمريكا إلى الوراء عدة سنوات. ويطرح الكتاب - بحسب "الشرق الأوسط" - سؤال هل سيستطيع رئيس ليبرالي مستنير كباراك أوباما، أن يعكس التيار؟ وكانت آخر إنجازاته الكبرى هو تعميم الضمان الصحي على جميع أبناء الشعب الأمريكي لكي يشمل الطبقات الشعبية الفقيرة التي كانت تموت بسبب نقص المعالجة أو حتى حرمانها كليا من العلاج بسبب فقرها. وإن مجرد وجود شخص كالرئيس أوباما على عرش السلطة في البيت الأبيض يعني أن الأنوار لم تنطفئ كليا من أمريكا، وأنه يمكن دحر اليمين الأمريكي إذا ما اتفقت قوى التقدم فيما بينها على مشروع تنويري وإنساني.