ضمن فعاليات صالون الكتاب الدولي بالجزائر ألقى المؤرخ الفرنسي روني غاليسو محاضرة أول أمس تناول فيها شخصية المناضل الشيوعي ذو الأصول اليهودية "هنري كورييل" الذي أعتبره من أبرز الشخصيات التي ناضلت من أجل تحرير الشعوب المستعمرة، بما في ذلك ثورة الجزائر وثورة فلسطين التي سمّاها غاليسو ب"غير المنتهية" لأبعادها العقائدية. وعاد غاليسيو في المحاضرة إلى كتابه الأسطورة في بعدها التاريخي الصادر هذا الشهر، إلى نشأة هنري كورييل وميوله التحرّرية، واعتباره الاستعمار إبادة ومحرقة إنسانية. ووفقاً لما ذكره غاليسو في كتابه كان كورييل شيوعيا مشكوك فيه طيلة نضاله الحزبي سواء من طرف العرب بسب أصوله اليهودية، أو من طرف الموساد التي اعتبرت هويته منصهرة في الثقافة العربية لنشأته التي احتضنتها مصر أو لأفكاره المدافعة عن الشعوب المستضعفة. وأكد غاليسو في معرض حديثه عن هنري كورييل نقلاً عن صحيفة "الخبر" الجزائرية أن قربه العائلي من المناهض ضد الفاشية بوجينو كويل، الإيطالي والذي اغتيل في 1945، من طرف الكاجيبي أكسبه وعيه النضالي المبكّر، من أجل تحرر الشعوب، حيث أسس عام 1943 حركة التحرير المصرية والتي أصبحت في 1947 الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني، ورغم جنسيته المصرية فقد أجبر على الهجرة في 1950، إلى فرنسا فأسس بها بمعية بعض الشيوعيين المصريين مجموعة روما. وعن نضال كورييل من أجل القضية الجزائرية ذكر غاليسو عمله في مجموعة جنسون المساندة لثورة نوفمبر، وألقي عليه القبض مرارا من طرف الاستخبارات الفرنسية آخرها عام 1960، كما أسس كورييل بعدها منظمة مناهضة للاستعمار سميت تضامن، وهي مجموعة مساندة لعدة جماعات ومنظمات للتّحرر من الاستعمار في العالم، وكانت علاقته بالقضية الفلسطينية وطيدة، حيث ساهم في تحقيق اتصالات بين ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين أسفرت عن "لقاءات باريس" عام 1976. في 21 يونيو 1976 نشر جورج سوفير في مجلة "لو بوان، مقالة وصف فيها كورييل بالإرهابي، حيث قال غاليسو في هذا الصّدد إن وصف سوفير لكورييل لا يختلف عن الوصف المتداول حاليا عن الإرهابي أسامة بن لادن زعيم القاعدة. وأكد المتحدث أن اغتيال كورييل في مايو 1978 اشتبهت فيه أطراف ثلاث وهي جان بيار مايون المنتمي لمنظمة الجيش السري أواس. وأبو نضال الفلسطيني التي يزعم أن لها علاقة مع كا جي بي، وثالث طرف هي المخابرات الجنوب إفريقية في عهد التمييز العنصري.