في كتاب "روح القائد" الصادر عن هاربر كولينز يقدم المحلل السياسي والر نيول منظوره حول دور القيادة في الحياة الأمريكية المعاصرة. ويلقي نيول الضوء على دور القيادة ومفهومها منذ بدايات الديموقراطية عند الإغريق مرورا بمفهومها عند المؤسسين الأوائل للجمهورية الأمريكية وتجارب ابراهام لينكولن، وصولا إلى الرؤساء المعاصرين، ويقدم تصورا محددا لما تعنيه القيادة الجيدة والخصائص التي يتحلى بها جميع القادة الجيدين. يقترح نيول، وهو أستاذ في الفلسفة السياسية في جامعة كارلتون وفق ما كتب محمد خير ندمان بصحيفة "الوطن" السعودية مفهوما جديدا حول تطور الرئاسة الأمريكية الحديثة، من فرانكلين روزفلت إلى جورج بوش الابن. يقول نيول إن كل قائد عظيم "يسعى إلى تحقيق الشرف من خلال تقديم الخدمة العامة المتميزة". ويتناول نيول مواضيع متعددة في هذا الإطار مثل الشخصيات المحترمة التي تمتع بها رؤساء مثل روزفلت وريجان، والمبادئ الأخلاقية للرئيس لينكولن، ومشكلة التوفيق بين الممارسات الإمبراطورية والديموقراطية. في رأي نيول، فإن الشعوب تفضل أن يكون الرئيس شخصا يتمتع بروح أخلاقية عالية على أن يكون ذلك مصحوبا بمهارة سياسية مرموقة أيضا. فالتاريخ يذكر لينكولن على أنه كان يتمتع ب"نبل فطري" بالإضافة إلى انتصاره في معركة "انتيتام" الفاصلة ضد البريطانيين، ويذكر ريجان على أنه كان يتمتع ب"شخصية الأب الصبور والحكيم" بالإضافة إلى كونه الرئيس الذي استطاع أن يعيد الاقتصاد الأمريكي على أقدامه وأن ينهي الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي بانتصار واضح للولايات المتحدة. ويعتبر الفصل الذي يحمل عنوان "الأسرار العشرة للقيادة" ملخصا هاما لما يعتقد نيول أنها مميزات القائد الناجح، مثل أن شخصية القائد لها أهمية أكبر من حكمته، وأن القدرة على التحدث والخطابة بشكل يبعث على الإلهام ضروري إذا تم باعتدال، وأن القائد يجسد المرحلة، وما إلى ذلك من مواصفات أخرى. يضم الكتاب تقييما عميقا لقادة تاريخيين مثل قيصر ونابليون ولينكولن وغيرهم، ويلقي نظرة شاملة على الكيفية التي يقود بها القادة الكبار شعوبهم.