أصدرت الباحثة النرويجية أليدا جاي بويه من جامعة أوسلو كتاباً عن ثقافة منطقة "تيمبوكتو" التي تقع في أطراف الصحراء الكبرى وفي دولة مالي بالتحديد حيث عثر فيها على مخطوطات وكتب حفظت في صناديق خشبية طيلة قرون وأنها قد غيرت النظرة الثقافية والتاريخية حول أفريقيا مثل الرياضيات والطب وعلم الفلك والقانون والدين وأن المدينة كانت المركز الرئيسي للثقافة الإسلامية في غرب أفريقيا. وتقول الباحثة وفق عصام واحدي بصحيفة "الوطن" السعودية إنها عملت على هذا المشروع منذ عام 1999، ويقدر عدد المخطوطات في كل دول الصحراء الكبرى بمليون مخطوطة وإن اللغة العربية هي الغالبة على هذه المخطوطات والكتب حيث كانت اللغة الرسمية في زمن ملك "مالي" الذي شجع التجار والعلماء على السفر للتعلم من علماء الشرق الأوسط والجزيرة العربية وعودتهم بمخطوطات وكتب نسخت من الأصلية وأنها ساعدت على نشر الثقافة والعلم في غرب أفريقيا. حيث أسس الملك جامعة تضم علوم الفلك والطب واللغة العربية والرياضيات والموسيقى وساعده على تأسيسها غنى المملكة بالذهب وتجارتها القوية وكان يجلب العلماء من الشرق الأوسط ومن أوروبا وكان غالبية الأغنياء يملكون مكتبات خاصة بهم وبدأت النهضة العلمية على أيديهم في مملكة مالي. وتقول الباحثة إنه يتوجب علينا أن نعيد كتابة تاريخ أفريقيا حيث كان الاعتقاد السائد عنها أن ثقافتها لم تكتب وإنما حفظت شفهياً ولأن الشعب الأفريقي من اللون الأسود لم تكن له حضارة وثقافة مكتوبة وتاريخ إلا أن الكشف الجديد شجع دولاً أفريقية كثيرة على إعادة كتابة تاريخهم من جديد. وتقول الباحثة إن أهم الاكتشافات في السنوات العشر الماضية مكتوبة باللغة العربية وهذا يعني أن تاريخها كان مرتبطاً بشكل مباشر مع العرب قبل أن تسود اللغة الفرنسية من خلال استعمار فرنسا لها وفرض لغتها على الشعب والثقافة وتقول إن هذا السبب جعل حراس المخطوطات والكتب يخفونها عن أعين الفرنسيين للحفاظ على تراث ملكة "مالي" وأن دراسة المخطوطات والكتب قد يساعد على فهم الحياة في أفريقيا خاصة في مجال الحرب والسلم وكيفية حل مشكلاتهم وعلاقتهم بالعرب والإسلام.