ذاع صيت الأديب الألماني السوري الأصل رفيق شامي بين القراء الالمان، ولقيت اعماله استحسانا كبيرا، وجاءت روايته الأخيرة "أسرار الخطاط" المكتوبة بالألمانية ولم تترجم إلى العربية بعد ليتناولها القراء بشغف، والرواية تقع في 464 صفحة. في أحداث الرواية يعود رفيق شامي إلى موطن رأسه في دمشق ويستحضر تاريخ الخمسينات من خلال أبطال روايته فنجد حامد الفارسي ذلك الخطاط الشهير ذو الخلفية الدينية الإسلامية المحافظة يعمل في ورشته التي تقع في أحد أحياء دمشق العتيقة بصبر وثبات، ولا يستطيع أحد أن يثنيه عن تنفيذ فكرة مشروعه الطموح المتمثل في إحياء تراث الخط العربي من خلال فكرة تطويره والابداع في استحسانه بأشكال فنية رائعة. ينتقل رفيق شامي إلى التشويق في الرواية وفق ما كتب صلاح سليمان بصحيفة "القدس العربي" اللندنية عندما يصل السرد فيها إلى صباح أحد الأيام التي بدأت تتكشف فيها أخطر أسرار الخطاط حامد الفارسي ذلك عندما بدأ سريان موجة من الهمسات القوية بين أبناء الحي جاءت لتطال الخطاط وزوجته الجميلة نورا، ففي مساء أحد الأيام كانت أحياء دمشق العتيقة تغرق في الظلام إلا من أنوار خافته تنبعث من المخابز والمطاعم الصغيرة المتناثرة عبر الشارع عندما قررت نورا الجميلة الهرب من زوجها الخطاط الشهير، خاصة وأنها لم تشعر في يوم بحب تجاهه، كان حامد الفارسي يعاملها بقسوة ويفرض عليها كل شيء لهذا فكرت في الهروب من هذا الواقع باحثة عن حياة جديدة في حب جديد تمثل لها في نصري الشاب الذي يعتنق المسيحية عندما قررت الهروب معه. وهنا تبدو قمة الإثارة في الرواية التي تبدأ في كشف اشكالية هذا الجانب من واقع يحدث كثيرا في تلك المجتمعات الدينية المحافظة حول علاقات حب وهروب وزواج وطلاق بين مسلمين ومسيحيين، لكن أهمية فكرة الرواية التي كتبت بالالمانية ولم تنقل بعد إلى العربية أن من شأنها أن تعطي فكرة للقارئ الالماني حول درامية هذا الحدث الذي ما فتئ يحدث في المجتمعات العربية ومن ثم كيفية معالجته. ووفق قراءة صحيفة " القدس العربي " أتقن رفيق شامي الألمانية منذ استقراره في ألمانيا في عام 1971 وبالتحديد عندما اتخذ الأدب صناعة له في عام 1982 بعد أن هجر الكيمياء التي درسها وحصل على درجة الدكتوراه فيها وعمل بها لبعض الوقت. حصل رفيق شامي على عديد من الجوائز الالمانية خاصة وأنه يعتبر واحداً من أهم الكتاب في ألمانيا وترجمت رواياته إلى أكثر من 24 لغة. من أشهر مؤلفات رفيق الشامي : "الجانب المظلم من الحب"، "التقرير السري عن الشاعر الكبير جوته"، "حكايات من معلولا"، "رحلة بين الليل و النهار"، "حكواتي الليل"، "جبل الجليد الملتهب"، "في القلب دمشق". وغيرها من الرويات والكتب الأخرى. وكتب للأطفال "الغراب يقف على منقاره"، "هذا ليس ببغاء"، "حنين السنونو" وغيرها.