كوبنهاجن: يبحث المؤرخ التاريخي والسياسي من جامعة كوبنهاجن "هانس كورنو راسموسنس" في كتابه الصادر مؤخرا، في الأصول العائلية للشعب الدنماركي والمهاجرين الذين قدموا إلى الدنمارك منذ وقت بعيد. يبدأ تاريخ الشعب الدنماركي من العصر الجليدي وكيف تطورت العائلة الدنماركية خلال هذه الحقبة حتى يومنا هذا، وكم كان عدد السكان آنذاك، ومن هم المهاجرين الذين حطوا رحالهم على الأراضي الدنماركية والجدل الذي يجري الآن حول أصول الشعب الدنماركي، ومن هم الدنماركيون فعلاً. ووفقا لعصام واحدي بصحيفة "الوطن" السعودية يقول الكاتب إن البحث عن الأصول الدنماركية ليست مهمة سهلة وتطور الحياة فيها جعله يضرب جرس الإنذار محذراً من زيادة عدد المهاجرين ونقص عدد السكان الدنماركيين الأصليين في المستقبل سيجعل المهاجرين أغلبية لا يستهان بها وتأثيرها على البنية الاجتماعية والدينية في الدنمارك أصبح قاب قوسين أو أدنى وأن جحافل المهاجرين التي بدأت منذ عام 1968 فعلياً من أصول إسلامية بهدف العمل بدأت تتحول إلى مشكلة سياسية واجتماعية في المجتمع الدنماركي الذي كان نائماً وغافلاً عنها إلا أن الأزمات التي شهدتها الدنمارك وأوروبا بشكل عام أيقظت الساسة النائمين وحفزتهم على الدفاع عن الأصول الدنماركية ومبادئها. وكما حذر أحد أعضاء البرلمان الدنماركي من حزب الشعب الحكومة الدنماركية عندما قال أمام البرلمان "الشعب الدنماركي توقف عن إنجاب المزيد من الأولاد ونحن في طريقنا للزوال بينما يزداد عدد المسلمين المهاجرين". واعتبر يومها عدد كبير من السياسيين تصريحه بمثابة تهديد مباشر ضد المهاجرين. يؤكد الكاتب على أن المهاجرين يشكلون أكبر الكوارث في تاريخ الدنمارك حيث سمحت أكثر الحكومات المتعاقبة بدخولهم الأراضي الدنماركية ولكنهم لم ينتبهوا لخطر وجودهم متمثلاً في عاداتهم وثقافتهم وعقيدتهم التي سوف تقضي على الثقافة والعادات الدنماركية خلال عقد أو عقدين من الزمن ويصبح بذلك الشعب الدنماركي غريباً في بلده ويخسر كل ما بناه خلال تاريخه من قيم وعادات وثقافة. ويركز الكاتب على الهجرات الأولى التي حطت رحالها في الدنمارك من الشعب الهولندي والفرنسي والبولندي واليهودي الذين انصهروا في المجتمع الدنماركي ولم يشكلوا أي خطر عليه لأن معظمهم ينتمون لعقيدة واحدة وثقافة قريبة وأعداد قليلة لم تؤثر على المجتمع وهنا يطالب الكاتب المهاجرين من المسلمين أن يندمجوا في المجتمع إذا أرادوا البقاء فيه والعمل على تطويره وليس الانقضاض عليه ومحوه من الوجود وحذر من أن يكون رئيس وزراء الدنمارك في المستقبل اسمه محمد مظفري واختفاء العيون الزرقاء والشعر الأشقر واللون الأبيض. وتلقى الكاتب العديد من الانتقادات منها ما قاله محلل صحفي من التلفزيون الدنماركي للقناة الأولى"يس ستين بدرسن" إن الكاتب اعتمد في بحثه على أوراق ليس لها حقائق تاريخية في بنية المجتمع الدنماركي الذي يصعب تعقبه وعلينا قبول الحقائق الحالية وأن المهاجرين قسم من المجتمع. وأكد الصحفي "إيفند فيسلبو" أن الكتاب اعتمد طريقة إرهاب الشعب الدنماركي من المهاجرين المسلمين ولم يتطرق إلى الشعوب الأخرى التي حلت في الدنمارك وكأنها شعوب مسالمة. بينما اتهمه أحد المحللين "إيريك ينسن" بالعنصرية وأنه يتبع مبادئ حزب الشعب المعادي للإسلام واعتبر أن رئيس الوزراء راسموسن وجورج بوش وتوني بلير أشد خطراً على الدنمارك من المسلمين وهم الذين يشنون الحروب ويسفكون الدماء لعجزهم عن إيجاد حلول سلمية لأزمات عالمية وهم الذين دعموا الجماعات الإرهابية وتنشيطها في العالم بسبب حروبهم ضد المسلمين، وأن راسموسن مع شريكته زعيمة حزب الشعب بيا كيرسغورد خلقا أزمة مع المسلمين وبيئة جديدة أطلقوا عليها اسم "هم ونحن" لم تكن موجودة منذ أيام النازية.