الرباط: صدر مؤخرا ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية, سلسلة إبداع, رواية "وقت الرحيل" للكاتب المغربي نور الدين محقق, التي يتطرق فيها إلى سيرة فتى عربي يطلب العلم في بلاد المهجر وبالتحديد في فرنسا. والرواية - وفق جريدة "العرب اليوم" الأردنية في عددها الصادر اليوم- تصور أجواء حياة الطلبة بمختلف مشاربهم وبلدانهم الأصلية والتحاور الحضاري العميق بين الثقافة الشرقية والغربية. وتقع الرواية في حوالي 150 صفحة, وتفتح ببيت شعري للمتصوف الكبير محيي الدين بن عربي يمجد فيه الحب والتسامح, في حين تختتم ببيت شعري آخر للشاعر الكبير امرئ القيس يبين فيه مدى كثرة أسفاره وتعدديتها وقناعته بعد كل طوافه حول العالم بالرجوع إلى موطنه. وتتكون من عشرة فصول هي: "رسائل الحب", "وهج الظهيرة", سطوة الأحلام", "صخرة الألم", "هديل القلب", "ترويض الأفعى", "تفاحة العشق", "رقصة الأشواق", "زوار الليل" و"كذبة أبريل". في الفصل الأول من الرواية يوجه المؤلف خمس رسائل، إلي قارئ ما تجمعه به صلة حميمية. نجد بطل الرواية " نوري" يقرأ الفروق بين عالمين: عالم يعاني أهله من الفقر والكبت، وعالم يبحث أهله، باستمرار عن إمكانيات جديدة للحياة. " هنا ستراسبورغ، المكتبة غاصة بالطلبة، عيونهم تحملق في الفراغ، لا أحد يأتي من أجل التثقيف فقط، الكل يبحث عمن يصادقه، أو يخاصمه، حتي أنا ابن الفقراء، كنت أسبح في عالم الأشباح، أصادق أمواتا قد انقضي زمنهم، أصفع هذا، يصفعني ذاك، أقبل هاته تقبلني تلك، يالها من سعادة حقيقية لا تتشكل بنياتها إلا في الخيال". ويراود البطل أن يصبح كاتبا مشهورا يقول: "ولم أعد أعبر الشارع الكبير حتي جذبتني المكتبة إليها، ربما أن منظرها الرائع هو الذي منع خطاي من الابتعاد عنها أو ربما خلت أن تماثيل رؤوس المفكرين والأدباء التي كانت تنظر إلي من أعلاها جعلتني أقف احتراما وإجلالا ليد الفنان الذي أبدعها بالرغم من تعودي علي رؤيتها، وتخيلت أنني حين أحصل علي الجنسية الفرنسية وأغدو كاتبا شهيرا، أنني سأصعد لأجلس معهم . وتمثل لي تمثال رأسي يقف بجانب كل من تماثيل هوجو وروسو وفولتير فابتسمت". ومن الرواية نقرأ: "حين صعدت إلى الطابق الأعلى ،ولم يبق سوى مكتب واحد يفصلني عن ملاقاة المديرة، أو سيدة "كروس" كما كنا نطلق عليها ، نحن الطلبة، شعرت برهبة قوية تسري في داخلي ، وخلت أن جميع الحروف الفرنسية التي تعلمتها طيلة حياتي الدراسية ،وقد فارقتني دون رجعة، فلم يعد في جعبتي سوى الآهات، إلا أن حالتي هاته لم تدم طويلا، فسرعان ما تدفقت الكلمات تباعا من فمي، وأنا أحاول أن أشرح للسكرتيرة غرضي من المجيء إلى هنا، فأمهلتني قليلا، ثم دعتني للدخول بعد أن أخذت إذنا من سيدتها".