الكويت: شهدت سوق الكويت للأوراق المالية "البورصة" اليوم استمرار وتيرة عمليات جني الأرباح الواضحة على معظم الشركات المدرجة وبخاصة التشغيلية منها الأمر الذي عكسته اغلاقات متباينة سيطرت عليها ضغوطات مضاربية. وذكرت فعاليات اقتصادية لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن ضغوط التراجع عند الإقفال كانت واضحة على أسهم منتقاة وبخاصة في قطاعات الخدمات والبنوك والعقارات كما كان لاغلاقات الدقيقة الأخيرة دور في تعديل بعض المراكز لأسهم شركات قيادية وصغيرة في آن واحد. وقال نائب الرئيس التنفيذي في شركة الاستشارات المالية الدولية "ايفا" صالح السلمي إنه رغم التباين في أداء سوق الكويت للأوراق المالية فان موجة من التفاؤل سيطرت على أوساط المتداولين ما انعكس فنيا على مجريات الحركة. وأضاف السلمي أن ثمة مؤشرات ايجابية ساهمت وتساهم في زيادة الجرعة الايجابية لمنوال أوامر الشراء أو البيع وفي مقدمتها تبعات صفقة "زين" ما يعني توافر السيولة وتحريك أسهم قطاعات تشغيلية تحتاج الى مثل هذه المحفزات. وتوقع استمرار وتيرة الأداء الايجابي لكل الأسهم المدرجة خاصة أن السوق يمر فنيا بمرحلة تبشر باستمرار الارتقاء في الأداء سواء من ناحية القيمة أو الكمية أو أعداد الصفقات. ومن جانبه، اكد مدير إدارة الأصول في شركة مرابحات الاستثمارية فهد البسام أن موجة جني الأرباح التي يشهدها السوق صحية لاسيما أن صفقة زين خلقت جوا من التفاؤل في نفسيات المتداولين وسيكون لها مردود ايجابي على الاقتصاد ككل مشيرا الى ضرورة ايضاح الربحية الفعلية للصفقة لمزيد من الشفافية. وأفاد البسام أن قيمة تداولات أسهم زين اليوم استحوذت على 13.5 مليون دينار من قيمة التداولات بما نسبته 15 % ما يعني أن هناك طلبا على السهم. وتوقع البسام أن يشهد عام 2010 استحواذات في قطاع الاتصالات حيث تعتبر صفقة زين شرارة الانطلاق داخل وخارج الكويت مضيفا ان الأزمة المالية ولدت فرصا ذهبية للاستحواذ على شركات عدة وبخاصة التشغيلية منها. ورأى المحلل المالي جعفر القلاف أن السوق يمر بمرحلة طبيعية جدا جراء عمليات جني الأرباح التي تعتبر نتاجا عاديا للارتفاعات المتوالية التي مر بها السوق خلال تداولات الشهر. وقال القلاف ان البورصة تسير بصورة اقتصادية بحتة وتخضع لعمليات العرض والطلب دون تدخل أي عوامل سلبية علاوة على التأثيرات التي ولدتها توزيعات الشركات عن العام الماضي وأخيرا ثمار صفقة زين. وتوقع القلاف أن يستمر أداء السوق على حاله على الرغم من دخوله اجازة قد تفيد المتداولين لاسيما الصغار منهم لالتقاط الأنفاس واعادة التأسيس لمرحلة جديدة. وعلى صعيد أداء البورصة الكويتية خلال تعاملات اليوم فقد اغلقت على ارتفاع بنحو 22.4 نقطة مع نهاية التعاملات ليستقر عند مستوى 7418.9 نقطة. وبلغت كمية الاسهم المتداولة نحو 596.1 مليون سهم بقيمة بلغت حوالي 8ر90 مليون دينار كويتي موزعة على 8803 صفقات نقدية. وارتفعت مؤشرات خمسة قطاعات من اصل ثمانية اذ سجل قطاع الشركات غير الكويتية اعلى ارتفاع من بين القطاعات مرتفعا ب 49 نقطة تلاه قطاع الاستثمار ب 41.8 نقطة ثم قطاع الصناعة بارتفاع 39.6 نقطة وسجل قطاع الاغذية اعلى تراجع من بين القطاعات متراجعا ب 48.5 نقطة تلاه قطاع العقار ب 5.6 نقطة فيما بقي قطاع التأمين على ما هو عليه في الاقفال السابق.