باكستان تمنع الدخول لموقع يوتيوب بسبب إساءته للإسلام إسلام أباد: أدت محاولات السلطات الباكستانية لمنع المواطنين من الدخول إلى موقع يوتيوب الشهير لتبادل لقطات الفيديو على شبكة الإنترنت إلى التسبب في انقطاع خدمة الموقع في معظم مناطق العالم وذلك لأكثر من ساعة. وقال أحد كبار الخبراء في شئون شبكة الإنترنت إن انقطاع خدمة موقع يوتيوب في مناطق مختلفة من العالم "ربما نجم عن خطأ". وأوضح أن الأمر ربما يتعلق بخطأ بسيط ارتكبه مهندس اتصالات في مؤسسة اتصالات باكستان، وليس هناك ما يوحي بأن ما حدث ناجم عن سوء نية. وكانت مؤسسة الاتصالات الباكستانية قد طلبت من مزودي خدمات الإنترنت إعادة تحويل أي شخص يرغب في زيارة موقع يوتيوب في باكستان إلى عنوان مختلف، بعد أن قررت الأحد الماضي حجب الدخول إلى موقع يوتيوب الذي يُعتبر من أكثر المواقع شعبية على الإنترنت على أساس أن محتوياته تسيء إلى الإسلام. وجاء حجب الموقع بعد تسلم إدارته الجمعة، رسالة رسمية من المسؤولين في شركة الاتصالات الباكستانية الرسمية PTA تأمرها فيها بحجب موقعها للمستخدمين في باكستان، مبررة تلك الخطوة، بأنها من أجل منع ظهور شريط فيديو يمتد على فترة عشرة دقائق حول القرآن الكريم والذي يعتبر "مسيئاً للدين" بشكل كبير. وأمرت سلطة الاتصالات الباكستانية مزودي خدمات الإنترنت بحجب موقع يوتيوب حتى إشعار آخر، بسبب محتويات شملت الرسوم الكارتونية التي تصور الرسول محمد والتي أغضبت العديد من المسلمين، إلا أن أحد التقارير أشارت إلى أن إعلاناً ترويجياً لفيلم من إنتاج عضو البرلمان الهولندي، جيرت وايلدرز، منشور على موقع يوتيوب، والذي يصور الإسلام بصورة سلبية ويصفه بالفاشية، هو سبب قرار حجب الموقع. وقال وهاج السراج، رئيس رابطة مزودي خدمات الإنترنت الباكستانية، في تصريحات أوردها موقع الإذاعة ابريطانية بي بي سي "لقد طلبوا منا حظر الموقع فوراً .. يقول الأمر إن حظر الموقع سيتسمر حتى إشعار آخر". وأضاف "مستخدمو يوتيوب غاضبون جداً.. إنهم يحتجون على رابطة مزودي خدمات الإنترنت الباكستانية التي ليس بإمكانها فعل أي شيء"، مضيفاً "للحكومة سبب وجيه لاتخاذ هذا القرار لكن كان عليها أن تجد طريقة أفضل للقيام بذلك.. إذا واصلنا حجب المواقع الشعبية، فإن مستخدمي الإنترنت سيتوقفون عن استخدامه". وقد تعذر الدخول إلى موقع "يوتيوب" الأحد من الساعة 10:48 صباحاً بالتوقيت المحلي وحتى 01:51 فجر الاثنين، وفق ما قاله شون وايت، متحدث باسم شركة "كينوت سيستمز" التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها ومعنية بشؤون مراقبة أداء شركات خدمة الإنترنت. إلا أن إدراة "يوتيوب" وفي بيان أصدرته الاثنين على موقعها، لم تشر إلى تحرك الحكومة الباكستانية لحجب الموقع، بل عزت السبب وراء تعذر الربط بالموقع الأحد، إلى مسألة تتعلق بموقعها في باكستان. فيما قالت شركة الاتصالات الباكستانية الرسمية PTA في بيان على موقعها الإلكتروني إن الفيديو المزعوم للسياسي الهولندي "سيتسبب بمزيد من الاضطرابات وخسائر محتملة في الأرواح والأملاك في أرجاء البلاد." وكانت وزارتا الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتين وجهاز الFBI أعربوا عن قلقهم من تداعيات عرض الشريط من احتجاجات وفوضى في أرجاء العالم. يذكر أن عدد من الدول قامت بحجب موقع يوتيوب مؤخراً لأسباب مختلفة منها البرازيل والصين وإيران والمغرب وميانمار وسوريا وتايلاند والهند، بعد بث الموقع للقطات فيديو مسيئة للرؤساء والزعماء والملوك فى تلك الدول.