مفتى مصر: حماية البيئة واجب ديني وتعبير عن الحرية والكرامة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية
محيط أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أنه يتوجب علي الإنسان تحمل مسئولية إعمار الكون والمحافظة على البيئة في مقابل ما ينعم به من تسخير الكون لخدمته وسعادته مؤكدا أن المحافظة عليها مسئولية يحاسب الإنسان عليها في الآخرة ويجازى بمقتضى فعله فيها.
وقال مفتي الجمهورية في بيان حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على نسخة منه، انه لا يحق للإنسان تبعا للمنهج الإسلامي أن يستأثر بخيرات الكون وطيباته دون غيره على المستوى الزمانى أو المكاني وأن الخلافة والأمانة التي هي وظيفة الإنسان في الأرض تعني ضرورة الاعتناء بالبيئة و بجميع الكائنات وأن الانتفاع بها حق مكفول للجميع ومشترك بين الناس بصفتهم الإنسانية ، الأمر الذي لم يجعله الله حقا لقوم أو فئة دون غيرها.
ونوه إلى أن الشريعة الإسلامية التي أوجبت علي الإنسان المحافظة والرحمة والرفق بالكون والبيئة أوجبت له حقا يُطَالِبُ به وهو أن يعيش في بيئة نظيفة جميلة ، يشعر فيها بالحرية والكرامة.
وطالب مفتي الجمهورية الناس جميعا بالمشاركة والتعاون على عدم الإفساد في البيئة، مشيرا إلى أن الشرع الإسلامي لم يقف عند حدود المحافظة على البيئة بل تعداها إلى تنميتها والإصلاح فيها وأكد فضيلته أن الإسلام حث على العمل والتفكر والبحث عن أسرار الكون كأحد الدلالات على الوجود الإلهي.
وأوضح د. علي جمعة مفتي الجمهورية في الكلمة التي سيلقيها في مؤتمر حماية البيئة بتركيا والذي سوف تبدأ فعالياته من 5-7 من الشهر الجاري أن الإسلام تعامل مع الطبيعة والكون من منطلق الحب والاحترام ، وهو مستوى رفيع يزيد على مستوى المحافظة والتنمية وأن الكون في المنظور الإسلامي طائع لله يسبح ويسجد ، يحب الطائعين ويبكي رحيلهم عن الدنيا ويبغض العاصين الكافرين.
وأضاف فضيلته أن الخطة المزمع إعلانها في نهاية المؤتمر تؤكد على تركيز الجهود على قادة ومؤسسات إسلامية بعينها بالاشتراك مع مؤسسات وثيقة الصلة من أتباع الديانات الأخرى، كما تشتمل الخطة الاضطلاع بالجهود الدءوبة للهيئات القومية والإقليمية والدولية للمساعدة في حماية البيئة العالمية وقد أعدت مسودة الخطة من خلال عقد لقاءات كثيرة لأخصائيين وعلماء بيئة ذوى خلفية إسلامية وتم عرض الخطة على مؤتمرات مختلفة من بينها المغرب والكويت وتركيا والمملكة المتحدة وإندونيسيا وقطر والعربية السعودية ، وذلك بهدف زيادة الوعي بالخطة وعدد القائمين عليها.
وأوضح فضيلته أن المؤتمر يقام تحت رعاية الكثير من المؤسسات والهيئات وسيكون الراعي الرئيسي للمؤتمر المجلس المحلى الأعلى باستانبول والذي يقوم على استضافة الحضور والمشاركين كما ستسهم جامعة الفاتح باستانبول بكونها مقرا للمؤتمر ومن بين الرعاة الآخرين جمعية تحالف وحماية الأديان والمنظمة الإسلامية لتربية والعلوم والثقافة(إسيسكو) ، ووزارة البيئة في تركيا ، ووزارة الأوقاف في المغرب.