اتخذت الازمة السورية منحى خطيراً يهدد بنشوب حرب مفتوحة مع تركيا، مع ما يترتب على ذلك من اصطفافات اقليمية ودولية تدخل المنطقة في المجهول. إذ اعلنت أنقرة أمس انها قصفت مواقع سورية رداً على سقوط قذيفة من الجانب السوري على قرية تركية مما أوقع خمسة قتلى، ودفع حلف شمال الاطلسي الى عقد اجتماع طارىء بناء على طلب من تركيا العضو في الحلف. وتلت هذه الاحداث يوماً آخر دامياً في حلب حيث انفجرت اربع سيارات مفخخة في ساحة عبدالله الجابري أمام نادي الضباط وفندق وتسببت بمقتل 48 شخصاً بينهم عسكريون ودمار هائل في الابنية. وتبنت "جبهة النصرة" الاسلامية المتشددة القريبة من تنظيم "القاعدة" هذه الانفجارات. وفي امتداد اقليمي آخر للنزاع، قالت اسرائيل انها رصدت مسلحين في الجانب السوري من منطقة جبل الشيخ بهضبة الجولان المحتلة. إسرائيل فهي من أكبر الرابحين إذا سقطت الدولة الرئيسية في محور المقاومة، ومصلحتها في قيام دويلات صغيرة مكانها، وضرب محور المقاومة، واستفرادها بالمقاومة الفلسطينية في غزة لضمان ضعفها وكذا النيل من حزب الله، حيث لن يكون في وسع سوريا تقديم أي دعم لأي مقاومة عربية على الاطلاق لانشغالها بانقساماتها وانشقاقتها الأهلية وتفتتها من الداخل. وأصبح في إمكان أوروبا التخلص من مجموعات الانتحاريين والجهاديين الذين بدورهم سيتوجهون إلى سوريا للمشاركة في المقاومة، فضلاً عن انهيار البنية الأساسية للدولة السورية. والدب الروسي لا يخلو من مصلحة له في الحضور الواقع والفاعل في الشرق الأوسط وعودة إلى الساحة العالمية من الباب الواسع وتربح من خلال تحول الاقتصاد السوري ليعتمد عليها بعد الحظر الذي فرضته الدول الغربية على سوريا. أما التنين الصيني الذي حظي بمكاسب خاصة عقب استخدامه الفيتو مع روسيا ضد الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك من خلال تحول الاقتصاد السوري إليه والاعتماد عليه بشكل أساسي ومباشر. وقد تكون تركيا من الخاسرين؛ لأن اقتصادها تراجع بشكل كبير بعد قطع العلاقات الاقتصادية مع سوريا..وإيران بحساباتها الحساسة التي ستحقق مكاسب مهمة حال بقاء النظام السوري وترقب خسارتها وتركيا معها حال انهياره، حيث أن الدعم الاقتصادى التركي والإيراني الموجه لدمشق سوف يمثل "الحرث في البحر" واستنزافاً كبيراً للخزائن دون أية عوائد أو فوائد. أما المملكة العربية السعودية ففي صف الخاسرين، فالدعم الكبير الذي قدمته للمسلحين انكشف دون تحقيق نتائج..أما قطر التي لعبت دور حصان طروادة في الأزمة هي الداعم الحالي لسقوط النظام واستمراره يعني انهاكها مالياً دون فائدة.يشكل المسيحيون 10% من سكان سوريا. ولسورية أهمية خاصة في تاريخ المسيحية، فقد كانت مركزا لعدد من الكنائس في تاريخ المسيحية. ومن سورية انطلق المبشرون والرسل لنشر الديانة المسيحية في أوروبا. وأهم القديسين والرسل بولس الرسول قد انطلق من دمشق لنشر المسيحية في أوروبا، وفيها أهم المقدسات والكنائس الأولى والأديرة والأضرحة والمقدسات الهامة مثل كنيسة حنانيا في دمشق وكنيسة قلب لوزة وكنيسة أم الزنار ودير سمعان ودير مار موسى ودير اليعقوبية ودير مار الياس الريح و دير السيدة ودير مار جرجس الحميراء ودير القديسة تقلا البطريركي وكتدرائية القديس سرجيو وكنيسة يبرود، وبلدات ما زالت تتكلم لغة السيد المسيح حتى اليوم مثل معلولا التي تحوى أديرة وكنائس وبيوتها محفورة في الصخر، وجبعدين وصيدنايا وبصرى. وبحسب موقع مجلس الشعب السوري على الإنترنت فإن نسب الأديان في سورية كالتالي:86% مسلمين 13,5% مسيحيون،إحصاء دقيق ولم يتم نشره ، أجرته الجهات المختصّة في سورية ، طيلة النصف الثاني من عام / 2005/ تبيّن في محصّلته أنّ تعداد سكّان سورية القاطنين ، يبلغ /18/ مليون نسمة ، موزّعين على الشكل التالي في إحصاء دقيق ولم يتم نشره ، أجرته الجهات المختصّة في سورية ، طيلة النصف الثاني من عام / 2005/ تبيّن في محصّلته أنّ تعداد سكّان سورية القاطنين ، يبلغ /18/ مليون نسمة ، موزّعين على الشكل التالي : الطائفة ,,,,,,,,,,,.......... النسبة ,,,,, العدد 1- السنّة ,,,............45%,,,,,,8.100 ملايين 2- العلويون,..........,,20%,,,,,,,3.600 ملايين 3- الأكراد ,,..........,, 15%,,,,,,,2.700 ملايين 4- المسيحيون,,,,,,....,,,,12% ,,,,,,, 2.160 ملايين 5- الدروز,,,,,,,...........3% ,,,,,,,,,0.540 ملايين 6- المرشديون,,,,,,,,.......,3% ,,,,,,,, 0.540 ملايين 7- الإسماعيليون,,,,,......,1.5% ,,,,,,0.270 ملايين 8- الشيعة ,,,,,,..........,,,0.5% ,,,,,,, 0.090 ملايين وهذا يبيّن أنّ سورية ، مجموعة من الأقليّات ، كما هو عليه الحال في لبنان ، وإن كانت الطائفة السنيّة هي كبرى الأقليات السورية بحيث تبلغ نسبتها (45% ) من المجتمع السوري لأنها الطائفة الوحيدة التي اغلب المنتمين اليها يقتلون الطوائف الاخرى ، بما في ذلك العرب السنّة ، والتركمان ، والشركس ، والشيشان ، والأقليّات السنيّة الأخرى . ويأتي العلويون ثاني الأقليّات السورية حيث تبلغ نسبتها ( 20%) . أما الأكراد وهم الأقلية الثالثة ، فتبلغ نسبتهم ( 15% ) ومع أنهم مسلمون "سنّة"من حيث المذهب ، بغالبيتهم في سورية ، إلا أنهم لايصنّفون أنفسهم على هذا الأساس بل على الأساس العرقي ، لابل يعتبر معظمهم نفسه ، أقرب على الأقليات الأخرى ، مصلحياً منه إلى الأقلية السنّية الكبرى . ويأتي المسيحيون ، بمختلف طوائفهم بما في ذلك الأرمن ، في المرتبة الرابعة ( أي أن الأقليات الكبرى هي أربعة : السنّة – العلويون – الأكراد – المسيحيون ) . أمّا الأقليّات الصعرى فهي : ( الدروز – المرشديّون – الاسماعيليون – الشيعة) وأخيرا ً وزير الدفاع السوري العماد داوود راجحة مسيحي. الأزمة، سواء تصاعد العنف أو اتجه نحو تسوية ما قد يُسمح للمبعوث الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي بإخراجها ورسم أطرها بما يرضي جميع المتنازعين في الداخل والخارج. فهي جاءت عشية لقاء القاهرة ل «مجموعة الاتصال» الرباعية التي اقترحها الرئيس المصري محمد مرسي، وغابت عنها المملكة العربية السعودية. والجديد أن إسرائيل لم تتأخر في الرد على هذه المواقف بمناورات مفاجئة في هضبة الجولان لتأكيد حضورها وجاهزيتها. ولتجديد التذكير ب «الخط الأحمر» الذي رسم منذ بداية الأزمة في سورية، أي عدم التلاعب قرب الحدود ونقل الأزمة إلى ما ورائها. لأن ذلك يعني ببساطة جر المنطقة إلى حرب يكثر الحديث عنها لكن أحداً من المعنيين لا يبدي استعداداً لتحمل مسؤولية إشعالها. وكان النظام في دمشق حاول تحريك الجبهة في كل من الجولان وجنوب لبنان بتظاهرات ما لبثت أن اختفت نهائياً التزاماً لحدود اللعبة التي أُضيف إليها «خط أحمر» آخر هو حظر لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية. هذه التطورات قد تعزز توقعات كثيرين لا يجدون سوى الحرب الإقليمية الواسعة مخرجاً من مآزق كثيرة تواجه أزمات وقضايا معقدة في المنطقة. يمكنهم أن يجدوا شواهد عدة على توقعاتهم انطلاقاً من أزمة سورية والملف النووي الإيراني، وقرب طي صفحة «اتفاق أوسلو» وما قد تطرحه من تداعيات… فالمواجهة المحتدمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والبيت الأبيض حول الملف النووي مستمرة. وليست هي الصورة الوحيدة. هناك التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، و… المناورات العسكرية المتبادلة أيضاً في مياه الخليج وفوق هضبة الجولان… فضلاً عن مناورات مشتركة ل 30 دولة على أبواب مضيق هرمز. وهناك الغضب الأميركي من سماح العراق بعبور شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر أراضيه وأجوائه. وهناك تصريحات نوري المالكي بأن «المنطقة تعيش موجة خطيرة من التحديات جذرها الحقيقي طائفي -- كاتب المقال دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية $$$$$$$$$$$$$$$$$