الرئيس اعتبر الرئيس محمد مرسي، مساء الأربعاء، أن «اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة أكبر بكثير من مجرد الكلام، لأنها فرصة للقاء مسؤولي العالم من كل جنباته»، حسب تعبيره. وأضاف مرسي، في حوار خاص لبرنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامي شريف عامر، أن «مصر الجديدة في طريقها الصحيح بعد الانتخابات والثورة العظيمة، وتضع يدها في يد الجميع، ولا تتدخل في شأن أحد، ولا تسمح لأحد بالتدخل في شأنها». وقال الرئيس مرسي: «أصل الليل بالنهار من أجل الشعب المصري»، مشيرًا إلى أن الفساد في مصر طال كل شيء بما في ذلك علاقاتها الخارجية، مؤكدًا على عمله من أجل جلب الاستثمارات داخل مصر، مضيفًا: «البعد الخارجي بالنسبة لنا رئة خارجية كما الحركة الداخلية»، لافتًا لسعيه إلى علاقات دولية متوازنة تعمل على تبادل المنافع. أما عن العلاقة المصرية الأمريكية، فقال الرئيس مرسي: «في السابق كانت الحكومات الأمريكية متتابعة منحازة ضد الشعوب، وهذا الانحياز أدى للكراهية أحيانًا بين الشعبين»، مؤكدًا على أن الشعب المصري ليس عدوًّا لأحد، ومن يعتدي علينا لا يمكن أن نقبل هذا العدوان، والحديث عن مصالح مشتركة، وتوازن في العلاقات، وتحقيق نهضة لمصر المستقرة الآمنة، وأنا أسعى لهذا في كل مكان». ووصف مرسي العلاقة بين مصر وأمريكا بأنها «طبيعية»، مشيرًا إلى ما يعلنه المسؤولون الأمريكيون أنهم مع ثورة مصر، متابعًا بقوله: «ما مضى كان عهدًا للكآبة، وهذا عهد مضى، الآن نحن بإرادتنا وبإرادة الشعب المصري نفرض سياستنا». وأشار مرسي إلى أن العالم يدرك أن «مصر التي عادت من جديد، مصر الجديدة هذه لديها دور كبير وأهمية كبيرة، وقادرة على أن تكون عضوًا نافعًا في المجتمع الدولي»، حسب قوله. وحول الحديث الهاتفي الذي دار بينه وبين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وقت أزمة «الفيلم المسيء»، للرسول محمد - صلي الله عليه وسلم - قال مرسي: «مسألة المعونات لم تطرح في هذه المكالمة، المكالمة كانت تحمل روح الود، وفيها من المعاني ما يوجب الاحترام المتبادل»، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي أبدى أسفه على «ما أبداه بعض القلائل من إساءة - صلي الله عليه وسلم -للرسول». وأوضح الرئيس مرسي أنه قدم لأوباما واجب العزاء على مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، وطمأنه على أن «الدولة المصرية قادرة على حماية ضيوفها من أفراد ومؤسسات وممتلكاتهم»، حسب تعبيره. وتحدث مرسي عن الأزمة السورية، قائلاً: «سوريا نهتم بها جميعًا، ويهتم بها الشعب المصري بخصوصية شديدة، وأهتم بها شخصيًا ليل نهار»، مطالبًا في الوقت نفسه بضرورة وقف «حمّام الدم»، حسب قوله، موضحًا: «هذه مسؤوليتنا جميعًا، والتدخل العسكري نرفضه». ولفت الرئيس مرسي إلى تحركه على مستويات مختلفة سواء في الأممالمتحدة أو من خلال لقاءاته بالمسؤولين من مختلف دول العالم، لحل الأزمة السورية بعيدًا عن التدخل العسكري.