تسلم الرئيس السوداني عمر البشير امس أوراق اعتماد باديني ميان دوت سفيرا جديدا لدولة جنوب السودان بالخرطوم ، لتباشر السفارة بذلك مهامها رسميا . وقال ميان في مؤتمر صحفي بعد اللقاء إنه نقل للرئيس السوداني رغبة رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت في أن تكون الجولة الحالية للمفاوضات بأديس أبابا حول القضايا العالقة بين البلدين هي الأخيرة لحسم القضايا المتبقية . وأضاف أنه بحث مع الرئيس البشير مستقبل العلاقات بين البلدين والتعاون المشترك والقضايا التي تهم الشعبين والمصالح المتبادلة علي جميع المستويات .. وعبر السفير عن أمله أن تتوج جولة المفاوضات بين الدولتين بحل عاجل للقضايا العالقة . وقال إن السفارة تعتبر الجسرالذي يربط بين البلدين، لافتاً الانتباه لسعي البعثة الدبلوماسية لتحقيق التعاون ووضع الحلول للقضايا ذات الصلة بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية المعنية في السودان. وأوضح ميان أنه تطرق خلال لقائه الرئيس البشير، خلال تسليمه أوراق اعتماده سفيراً لبلاده، لقضايا معاشيي الجنوب وقضايا ترحيل 91 ألفاً من الجنوبيين العالقين وأوضاع ثمانية آلاف طالب. وذكر بأن البشير وجه بتسهيل ترحيل مواطني دولة الجنوب إلى وطنهم، وتطرق لمرونة الحدود بين الدولتين خاصة قبائل البقارة التي تتوجه جنوباً في فصل الصيف بحثاًعن الكلأ لماشيتهم. وأشار إلى أن سياسة البعثة الدبلوماسية ورؤيتها المستقبلية تركزعلى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين واحترام سيادةالدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية وتعزيز مبدأ السلام والتعايش السلمي والوحدة الاجتماعية وتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والتعايش بين قبائل التمازج على الحدود بين الدولتين. واعترف بالآثار السلبيةعلى اقتصاد الدولتين نتيجة للخلاف السياسي، مشيراً إلى أن قلة أو انعدام التبادل التجاري على المستويات كافة والسلع أثرت كذلك على الاقتصاد سلبياً في الدولتين.
من جهته أعلن والي ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر حزمة من الإجراءات لضبط الانفلات الأمني من القوات النظامية وغير النظامية والمواطنين بمحليتي "كتم والواحة" ، في أعقاب الأحداث التي شهدتها المحليتان منذ مقتل معتمد "الواحة" في أول أغسطس الماضي، والتداعيات بعدها. وكان أحدث هذه التداعيات محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها أمس معتمد "كتم"، لكن الاحداث بعدها أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، منهم خمسة من الشرطة ومواطنان اثنان بجانب جرح 11 آخرين. وأوضح الوالي في مؤتمر صحفي بمقر حكومته بالفاشر أمس أن الإجراءات المتخذة تضمنت تفعيل بعض المواد من لائحة الطوارئ (القائمة أصلا بدارفور)، وإغلاق جميع المدارس وحظر التجوال من الساعة السادسة مساء حتى السابعة صباحا وسحب لجنة التحقيق المكونة بقرار سابق منه من المحليتين لحين استقرار الأوضاع بالكامل فيهما. وتضمنت الإجراءات أيضا سحب الأجهزة العدلية والقضائية من محليتي "كتم والواحة" وسحب قوات الشرطة الموحدة من مدينة "كتم"، بجانب سحب قوات شرطة الاحتياطي المركزي ونقل قيادتها إلى منطقة أخرى، وتعزيز القوات المسلحة بالمدينة بالمزيد من القوات حتى تتمكن من استتباب الأمن. كما قرر والي شمال دارفور ، حظر حمل السلاح بجميع مدن الولاية إلا للحالات التي تقضيها الضرورة. وحول محاولة اغتيال معتمد "كتم" أمس ، كشف الوالي أن ركب المعتمد تعرض لكمين من مسلحين اثنين قاما بإطلاق النار على العربة التي كانت تقل المعتمد مما أدى إلى إصابة مرافقيه الخمسة بإصابات متفاوتة، موضحا أن المسلحين الاثنين وثلاثة مسلحين آخرين كانوا في حمايتهم قد فروا إلى جهة غير معلومة بعد أن بادلهم احد حراس المعتمد النار، مضيفا أن شرطيين آخرين قد أرديا قتيلين بوسط سوق المدينة من نيران قناص أصابهم من مسافة بعيدة. وأضاف الوالي أن هذا الوضع قد رفع درجة التوتر والحذر لدى المواطنين ودرجة التأهب لدى القوات النظامية إلى أقصى درجاتها، مما نتج عنه إطلاق النار على عربة خاصة أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وتزامن مع تلك الأحداث كذلك - بحسب الوالي - تبادل لإطلاق النار بين القوات المسلحة وشرطة الاحتياطي المركزي ، مؤكدا أن ذلك سيتم معالجته في نطاقه العسكري. وقال كبر إنه برغم تتابع تلك الأحداث المؤسفة إلا أن القوات المسلحة ولجنة التحقيق في الأحداث السابقة التي كانت موجودة بالمحلية قد تدخلتا وتمكنتا من السيطرة على الأوضاع تماما حيث تشهد كتم حاليا استقرارا امنيا تاما حتى الآن. وحول التطورات اللاحقة ،أوضح والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر في المؤتمر الصحفي ، أن مسلحين قاموا بالاعتداء على مباني شرطة المحلية وقاموا بخطف عربتين وحرق عربتين أخريين ، لكنه نفى بشدة وجود أي حشود من أي من محليتي "كتم والواحة" استعدادا للقيام بأعمال عدائية ضد المحلية الأخرى. وقال إن قيادات المحليتين جددوا تمسكهم والتزامهم بوثيقة العهد والميثاق التي تم التوقيع عليها بين المحليتين في الأول من الشهر الجاري ، مضيفا أن طرفي الوثيقة أكدا له أن هذه الأحداث وقعت "من أفراد متفلتين يهدفون لتعكير الأجواء وإشاعة الفتن بين الطرفين". وحمل على بعض الأجهزة الإعلامية لتسرعها ونشرها أخبارا قال إنها غير دقيقة عن أحداث الأمس وتداعياتها.