عززت واشنطن رغبتها في إقامة علاقات جيدة مع الخرطوم بتجديد الحديث حول التغلب على التحديات التي تواجه التطبيع. وأكد القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم جوزيف استافورد رغبة بلاده في التغلب على التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية مع الخرطوم عبر الحوار . وقال استافورد في تصريح مقتضب عقب لقائه د.نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني أمس، “نرحب برغبة الحكومة الامريكية في التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال الحوار السريع ، رافضا الافصاح عن مزيد من تفاصيل لقائه مع مساعد الرئيس السوداني . وتفرض الادارة الامريكية علي السودان عقوبات شاملة منذ عام 1997م كما تضعها في قائمة الدول الراعية للارهاب ، ولعبت واشنطن دورا مهما في توقيع اتفاق السلام الشامل بين السودان ودولة الجنوب كما تنشط في الجهود الرامية لحل الخلافات المتعلقة بشأن فك الارتباط بين الخرطوم وجوبا.
من جهة أخرى، رهن رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي، المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، الخير الفهيم، الوصول إلى تفاهمات بشأن المنطقة خلال المباحثات المقبلة بأديس أبابا نهاية الشهر الحالي، باستصحاب المصالح المشتركة لقبيلتي المسيرية ودينكا نوك . وأشار إلى أن هناك خيارات عديدة مطروحة على طاولة الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت عندما يحين الوقت للفصل النهائي في نزاع أبيي . وخلص مؤتمر التعايش السلمي الذي عقد بمنطقة أبيي و ضم قيادات قبيلتي المسيرية ودينكا نوك إلى إعلان مبادئ للتعايش السلمي من ستة بنود . وبحثت القيادات بحضور الاتحاد الأفريقي وبعثة حفظ السلام بأبيي، إمكانية إيجاد اتفاق مستقبلي يمكن مواطني المنطقة من التعايش السلمي . وكانت مخرجات المؤتمر قد أكدت على ضرورة مواصلة الحوار المتبادل بين مجتمعات أبيي .
من جانب آخر أكد وزير الثقافة والإعلام السوداني د. أحمد بلال عثمان أن قضية تحرير القدس تظل قضية محورية للعرب والمسلمين جميعا ، مشيرا إلى"أن الشعب السوداني لن ينخدع بما يحيكه الغرب من إثارة للقضايا الجانبية لنسيان هذه القضية". وأكد الوزير السوداني في كلمة القاها امس، في الاحتفال بيوم القدس العالمي الذي نظمته سفارة إيرانبالخرطوم تحت شعار"يوم القدس هو يوم الإسلام" ، ثبات السودان على موقفه الواضح تجاه القضية الفلسطينية "الأمر الذي أكسب السودان الكثير من العداء من قبل الدول الغربية، ولاسيما ما يلاقيه من استهداف واضح من إسرائيل". ودعا بلال الأمة الإسلامية إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن قضايا التشتت إلى شيع وأحزاب خصوصا في القضايا المصيرية التي تهدد الوجود الإسلامي عامة. من جانبه ، أشار جواد تركبادي سفير إيرانبالخرطوم إلى أن الإمام الخميني اعتبر منذ فترة مبكرة قضية القدس قضية محورية تجتمع حولها الأمة الإسلامية وأن اختياره لهذا اليوم لأن يكون اليوم العالمي للقدس له دلالات وأبعاد دينية وإيمانية ودعا السفير العرب والمسلمين إلى الوقوف صفا واحدا من أجل تحرير القدس. في السياق وصف مدير معهد الخرطوم العالمي للغة العربية الدكتور عبد الرحيم علي ، قضية القدس بأنها "المظلمة الكُبرى" في العالم الحديث لكونها إنتزعت من اهلها وفُرضت عليهم السيادة الاجنبية من دول عُظمى فأصبح إنسانها لاجئ ومُشرد .وقال القضية الفلسطينية لن تموت.