نفى وزير الخارجية السوداني علي كرتي، توصل دولتي السودان وجنوب السودان لأي إتفاق بشأن رسوم عائدات النفط كما تردد اخيراً، وأضاف أن أي حديث حول ارقام تم الإتفاق عليها حول هذا الأمر يعد "ضربا من الخيال ." واكد كرتي أن التفاوض حول وضعية النفط الجنوبي ما زال معلقاً لحين إطمئنان الخرطوم على أن جوبا لا تشكل لها اية تهديدات أمنية باستضافة الحركات المتمردة، او بدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق. واوضح كرتي خلال تصريحات صحفية بمطار الخرطوم مساء أمس ، لدى عودة الرئيس عمر البشير بعد مشاركته في أعمال القمة الأفريقية باديس ابابا، إن التفاوض بين البلدين حالياً منصب على قضايا الأمن فقط، والتي تعد اولوية لحكومة السودان، واضاف أن فريق التفاوض لا زال يتفاوض بذات الترتيبات الاولوية، والتي حسب قوله لا يوجد خلاف حولها. وأعتبر وزير الخارجية أن اللقاء الذي جمع رئيسي جمهورية السودان وجنوب السودان، كان فرصة جيدة لمناقشة القضايا موضع الخلاف، كما أنه سيسهل عملية فريقي التفاوض ويفتح الباب للمزيد من الثقة بين الطرفين، ويتيح للمفاوضين الحركة أكثر مما كان عليه الحال في السابق، لا سيما بعد تأكيد الرئيسين على أن الحل الوحيد لحل القضايا العالقة لن يتم الا بالتفاوض وليس باستخدام القوة او اية وسائل اخرى. وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن البشير عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من قادة القارة الافريقية على هامش مشاركته في أعمال القمة الافريقية المنعقدة بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا. ووصف كرتي لقاء البشير بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي تم على هامش القمة، بأنه واحد من اللقاءات المهمة جداً، مشيراً إلى أنه اتاح الفرصة للحوار حول القضايا العالقة بين البلدين في التعاون والزراعة "التي تأخرت كثيراً"، لافتاً إلى أن مرسي اظهر حسن نوايا الحكومة المصرية في مناقشة هذه الملفات بصورة جادة، كما ابدى نوايا طيبة تجاه السودان وحرصه على إستقراره لاعلاقة لها بما كان يجري في عهد النظام السابق. كما التقى البشير نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما، وبحث الطرفان حسب وزير الخارجية العلاقات الثنائية، كما تطرقا لأنشطة الشركات العاملة في السودان والتي أبدت رغبتها في أن يكون السودان المكان المفضل لها، كما ناقش الرئيسان سبل دفع الإستثمار وتعزيز التعاون لاسيما في مجال التعدين ونقل التقانات. وكانت تقارير اعلامية قد اشارت إلى توصل السودان لاتفاق مع دولة جنوب السودان بشأن تصدير نفط جنوب السودان عبر خطوط انابيب السودان مقابل 8 دولارات للبرميل. ويتنازع السودان وجنوب السودان حول الرسوم المالية التى يفترض ان تدفعها حكومة جوبا للخرطوم مقابل استخدام البنى التحتية النفطية الموجودة بالسودان لتصدير نفط جنوب السودان. وقررت حكومة جنوب السودان فى 20 يناير الماضى وقف ضخ النفط الخام وتصديره عبر خط الانابيب التابع لدولة السودان بعد ان بدأت الخرطوم فى مصادرة بعض النفط مقابل ما تسميه رسوما واجبة السداد من قبل جوبا. من جهته كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن حوار حول الثوابت الوطنية مع حزب الامة القومي ولم يستبعد ان يلتقي رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي،رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير. وقال المسئول السياسي بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن في تصريحات صحفية امس، ان الحوار مع حزب الامه القومي مستمر حول الثوابت الوطنية، ولم يستبعد حسبو ان يلتقي المهدي والبشير في اطار الحوار كما حدث في السابق . من جهة أخري سقطت مروحية عسكرية سودانية إدارية طراز (مي 17) بمنطقة خزان تنجر، مساء أمس، بولاية شمال دارفور غرب مدينة الفاشر فيما كانت تقوم برحلة إدارية. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ، إن الطائرة سقطت نتيجة لعطل فني. وكان على متن الطائرة تسعة أشخاص لقي منهم سبعة مصرعهم، هم ثلاثة ضباط وأربعة ضباط صف، وأصيب اثنان يتلقيان الآن علاجهما بالسلاح الطبي. في سياق آخر لقي أكثر من عشرين شخصاً من القيادات بتحالف الجبهة الثورية التابعين لفصائل عبد الواحد ومناوي وعلي كاربينو والعدل والمساواة مصرعهم في تجدد لاشتباكات وقعت بينهم بمنطقة صنقة بشمال دارفور خلال اليومين الماضيين. وأوضح مصدر من فصيل مناوي في تصريح له ، أن الصراعات نشبت على خلافات حول مسروقات تشمل عتاد ومؤن تم نهبها من مواطنين بقرى دارفور حيث فضّلت مجموعة باستئثار الغنائم لنفسها، مشيراً إلى أن المجموعة التابعة للعدل والمساواة فرّت هاربة إلى خارج المنطقة بعد أن إشتدت المعارك والمواجهات التي أسفرت عن وقوع عدد من القتلى. وذكر المصدر أن من بين القتلى جدو محمد مختار قائد قطاع أبوحمرة بفصيل مناوي وعبدو عمر مختار (صغيرون) مساعد شعبة الإمداد ومحمد آدم كرموش قائد ثاني منطقة صنقة بفصيل عبد الواحد فيما فقد علي كاربينو عدد من الأفراد التابعين له.