أعلن والي جنوب كردفان أحمد هارون ان عملية انتشار الجيش السودانى خارج منطقة "أبيي" المتنازع عليها مع جنوب السودان ، مرتبطة إرتباطا لا يقبل التجزئة بإنشاء الهياكل الإدارية للمنطقة من حكومة تنفيذية ومجلس تشريعي وشرطة وكل المتطلبات التى تتصل بحياة المواطنين . وأكد هارون أن رئاسة الجمهورية قد تلقت ضمانات كافية بذلك القرار من كل الأطراف المعنية وكل الوسطاء وغيرهم ، ولكن والي جنوب كردفان قال إن الضمان الأكبر هو "إن عدتم عدنا". وأشار إلى أن هذه الضمانات هي الترتيبات التي لم يتم انزالها على أرض الواقع بسبب التصعيدات المختلفة بين جوباوالخرطوم ، لكن الخرطوم تشدد الان - رغم أن وضع المنطقة وآليات حسم الخلاف حولها لازالت موضع خلاف - على ضمان وضع الترتيبات النهائية للمنطقة لتشمل كافة المواطنين من جهتها ، رحبت قبيلة المسيرية بانسحاب القوات من المنطقة ، وقال رئيس اللجنة العليا المشتركة عن الجانب السوداني الخير الفهيم :"إن انسحاب الجيش السوداني أمس جاء وفقا للاتفاق الموقع في اديس ابابا بين الشمال والجنوب حول المنطقة ، والقاضي بسحب كل القوات من المنطقة وانشاء مؤسسات مختلفة لادارتها ، كما أنه جاء اتساقا مع قرار مجلس الامن 2046". وأكد الفهيم ، أن قبيلة المسيرية ملتزمة بتطبيق اتفاق أديس أبابا حول الترتيبات الادارية والامنية لأبيي ، لكنه شدد أيضا على تمسك القبيلة بالحقوق التي منحتها لهم اتفاقية أديس أبابا العام الماضي . وحدد الفهيم هذه الحقوق في تكوين المؤسسات التشريعية والتنفيذية والشرطية خاصة الشرطة المجتمعية في أبيي ، فضلا عن منحهم حقهم في رئاسة المجلس التشريعي وموقع نائب رئيس وحدة أبيي الادارية . وكان الجيش السوداني أعاد الانتشار خارج مدينة "أبيي" أمس التزاما بالوعود التي قطعها الرئيس عمر البشير للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ، وبناء على طلب من رئيس الالية الافريقية الرفيعة ثابو امبيكي ، وتهيئة لاجواء التفاوض التي بدأت في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا مع جنوب السودان . وكانت وحدات مختلفة من الجيش السوداني ظلت داخل المدينة لاكثر من عام بعد أن دخلتها في شهر مايو من العام الماضي بعد تجدد الاشتباكات داخل المنطقة مع قوات تابعة للجيش الشعبي ، وذلك في أعقاب هجوم على قافلة للجيش أنحي فيه باللائمة على الجيش الشعبي ، وسارع بعدها مجلس الامن بنشر قوات حفظ سلام اثيوبية في المنطقة قوامها 4 آلاف جندي والمعروفة باسم "يونسفا" . من جهة أخري بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في منطقتي سودا وجام بولاية النيل الأزرق اللتين إستردتهما القوات المسلحة السودانية من قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية قطاع الشمال مؤخراً. وقال قائد القوات المسلحة بالمنطقتين علاء الدين بابكر، إن قوات الجيش الشعبي فرت هاربة إلى سمرى والرنك على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان. من جانبه قال معتمد محلية باو، إن الحياة بدأت تعود بالمنطقة بعد أن سيطرت عليها القوات المسلحة السودانية. وأعلن مفوض العون الإنساني سليمان عبدالرحمن، توفير إحتياجات العائدين من المناطق التي كانت تحت سيطرة الحركة الشعبية، وتعهد بتقديم المساعدات الإنسانية وسد النقص في كافة الإحتياجات. في السياق طالب عائدو محلية باو السلطات بتوفير المعدات الزراعية ودعمهم للدخول في الموسم الزراعي الجديد.. وفي سياق آخر أجرت مفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم مسوحات ميدانية لكافة المعسكرات المؤقتة للجنوبيين الذين يتم ترحيلهم لدولة الجنوب هذه الأيام. وقال مفوض العون الإنساني بالولاية محمد مصطفى السناري إن المسح الميداني أجري بغرض تفقد أحوال المعسكرات في الجوانب الصحية والأوضاع المعيشية بجانب حصر أعدادهم، موضحا أن المسح شمل معسكرات (البركة، الأندلس، مايو، الشجرة)، مشيراً إلى أن المفوضية وقفت على كافة الاحتياجات من مياه وصحة ومستلزمات طبية وأغراض تتعلق بالأوضاع الإنسانية فضلاً عن إنشاء خزانات مياه خاصة بالشرب.