شيع مئات المصريين فى مدينة الأسكندرية أمس الاثنين، جثمان السيدة المصرية مروة الشربينى، شهيدة الحجاب، التى قتلت يوم الأربعاء الماضى، فى مدينة دريسدن الالمانية، على يد مواطن ألمانى من أصل روسى عمره 28 عاما، داخل محكمة بمدينة دريسدن، خلال نظر استئناف حكم صدر ضده لادانته بسبها. وخلال الجنازة التى شارك فيها وزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادي، ومحافظ الاسكندرية عادل لبيب، وممثل للبابا شنودة الثالث، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى عن المحافظة، وعضو مجلس الشعب عن دائرة فى محافظة حلوان جنوبى القاهرة مصطفى بكري، هتف المشيعون بسقوط ألمانيا. وردد المشيعون خلال الجنازة هتافات تقول "تسقط ألمانيا"، و"يا مبارك يا رئيس .. دم المصرى مش رخيص". وقال شهود عيان، إن مناوشات طفيفة وقعت بين المشيعين وقوات مكافحة الشغب، خلال تشييع مراسم الجثمان، الذى خرج من مسجد القائد إبراهيم فى وسط الاسكندرية. وكان مكتب المدعى العام فى دريسدن، قال إن الشهيدة التى كانت تقيم فى المدينة، لمرافقة زوجها المبعوث لنيل درجة علمية، تلقت على الأقل 18 طعنة بسكين، كما تلقى زوجها الذى حاول صد الهجوم عنها، على ثلاث طعنات، كما أطلق رجل شرطة رصاصتين على قدم الزوج، معتقدا منه أنه المهاجم. ويرقد الزوج حاليا فى المستشفى بمدينة دريسدن فى حالة حرجة، لنفاذ الطعنات فى الرئة والكبد، بحسب ما ذكر أقارب له فى الاسكندرية، ويقول أطباء فى دريسدن، إن حالته حرجة فعلا، حيث دخل فى غيبوبة استمرت ثلاثة أيام، وقال فور إفاقته منها، "أنا مستاء للغاية لأن رجل الشرطة ضربني، ولم يضرب المهاجم"، وعاد الزوج إلى الغيبوبة مرة اخرى، عندما علم بوفاة زوجته، حسبما قال شقيق القتيلة طارق، الذى سافر إلى ألمانيا ليعود بالجثمان. وأوضح مكتب النائب العام فى مدينة دريسدن، أن المهاجم تم القبض عليه بتهمة القتل، وأن التحقيق سيجرى معه فى واقعة إطلاق النار أيضا. وقال مصدر قضائى إن المتهم أدين بسب السيدة المصرية، من المحكمة الأقل درجة، حين نعتها بأنها "إسلامية" و"إرهابية" و"فاسقة"، عندما طلبت منه أن يفسح مكانا لطفلها البالغ من العمر ثلاثة أعوام، على "أرجوحة" فى متنزه بالمدينة منذ نحو ستة أشهر، بعد أن استاء المتهم من الحجاب الذى ترتديه، وشهد على الواقعة عددا من الألمان، الذين قدموا شكوى ضد المتهم، كما أقامت القتيلة دعوى ضده، حكم لها فيها بتعويض قدره 780 يورو، لكن قرر الإدعاء استئنأف الحكم، مطالبا بحبس المتهم. قال الإدعاء فى مدينة درسدن الألمانية إن الشاب الألمانى البالغ من العمر 28 عاما والذى وجه طعنات قاتلة إلى سيدة مصرية "شهيدة الحجاب" فى قاعة إحدى المحاكم قد فعل ذلك بدافع عنصرى. وقال المدعى كريستيان أفيناريوس إن السلطات تعتقد أن الرجل ارتكب الجريمة بشكل منفرد وليس عضوا فى أى جماعة منظمة، ولكنه يكن كراهية عميقة للمسلمين. من جهته، أكد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، أن حادث مقتل الشهيدة مروة الشربينى، حادث فردى لا يعبر عن فشل حوار الأديان، وأضاف "مثل هذا الحادث يأتى من المسلم وغير المسلم". وطالب شيخ الأزهر بتوقيع العقوبة العادلة على "هذا المجرم والرادعة التى لابد وأن تكون القصاص"، مضيفاً "للأسف الشديد هم لا يعتدون بهذه العقوبة فى الغرب". وأعلن شيخ الأزهر، أن مقتل الشهيدة مروة الشربينى هو الحادث الثانى، مبينا أن "مبعوثا مصريا أرسل إلى المجلس الإسلامى العالمى فى أيرلندا، وقام أحد الأشخاص بطعنه فى انجلترا بطعنة أفقدته بصره، وما زال يعالج، وقبض على الجانى إلا أنه قيل إنه فاقد للعقل ولم نستطع أخذ حقه". وطالب النائب العام المصرى المستشار عبد المجيد محمود بتدخل النيابة العامة المصرية فى التحقيقات التى تجرى فى ألمانيا. وخاطب النائب العام وزارة الخارجية المصرية لمعرفة سير التحقيقات لتحديد اختصاص النيابة العامة المصرية فى القضية وإمكانية تدخلها حرصاً على حياة المصريين فى الخارج ومصالحهم. وأصدر النائب العام بيانا "أكد فيه حرص المسؤولين فى مصر على حياة المصريين ومصالحهم فى الخارج". وأكد البيان "أن النائب العام طلب التنسيق بين الخارجية المصرية والنيابة العامة فى التحقيقات التى تجرى فى ألمانيا بعد مقتل مروة الشربيني".