شفيق .. آخر ضحايا الرشق بالحذاء لم يكن وابل الأحذية الذي تعرض له "أحمد شفيق" - المرشح الرئاسي – أخيرا، هو السطر الأول من حكاوي "الجزم" فى التاريخ السياسي، وبالتأكيد لن يكون الأخير ... فقد سبقه إلى الموقف المشين ذاته، الكثير من الشخوص السياسية التى تحولت بمرور السنين إلى رموزا للذين كرهتهم الشعوب، فلم يجد مواطنوها سوي أحذيتهم لكي يصوبوها إلى رؤوسهم. "قبقاب" شجرة الدر" ويحكي لنا التاريخ أن أول رأس سياسية تعرضت للضرب بالحذاء، وبالتحديد "القبقاب"، كانت رأس ملكة مصر الأيوبية "شجر الدر"، التى لقيت مصرعها على يد زوجة القائد "عز الدين أيبك"، انتقاما لاغتيال زوجها بمؤامرة سبق ودبرتها "شجرة الدر". "حذاء بوش - الأب" الحذاء الثاني الأشهر فى التاريخ كان من نصيب "جورج بوش" – الأب، وذلك علي يد الرئيس الراحل "صدام حسين"، حيث أصدر قرارا بتصميم أرضية مدخل فندق "الرشيد" بالعاصمة العراقية بغداد، على هيئة صورة ضخمة للرئيس الأميريكي الأسبق "بوش - الأب"، لكي يدوس عليها بالأحذية كل من يدخل الفتدق الأول على مستوي العراق. "حذاء صدام" *** بعد ذلك توالت الأحذية، وكان "صدام" نفسه، ضحية لواحد منها، عندما قام مواطن مقهور بضرب صورة كبري لصدام، عقب سقوط نظامه القمعي، وذلك فى لقطة سجلتها عدسات المصورين بدهشة بالغة، حيث كانت صورة هذا الديكتاتور من المقدسات فى بلاد الرافدين. "حذاء بوش - الإبن" ثم جاء الدور على رمز الاحتلال الأميريكي الغاشم للعراق، "جورج بوش – الإبن" لكي يشرب من نفسه الكأس، بيد الصحفي العراقي الجرئ "منتظر الزيدي"، التى وجهها نحو رأس الأفعي "بوش"، الذي بدوره تفاداها بحركة أكروباتية، لكن من المؤكد أن أثرها سيبقي على "أم رأسه" مابقي له من العمر. "حذاء المخلوع" ونعود إلي مصر، لنجد أن الحذاء كانت له صولات وجولات، فى كثير من المناسبات، وأهمها على الإطلاق: جزمة "مبارك"، التى رفعها مئات المصريين فى ميدان التحرير، لما وجدو أن الديكتاتور المتفرعن لا يريد أن يبارح كرسيه على قمة السلطة، متحديا الرفض الشعبي الجارف، مستندا إلى إعلامه المهترئ، الذي حاول تضليله كما ضلل الشعب لعقود، واهما إياه أن المعارضين لحكمه ما هم إلا شرذمة قليلة من "ناكري الجميل".... وقد كان مشهد رفع الأحذية لمبارك دليلا لا شائبة فيه على أن الشعب قد قرر الخلاص أخيرا من حاكمه المستبد مهما كان الثمن. "حذاء عكشة" حذاء آخر وليس أخير، كان من نصيب "توفيق عكاشة" – الإعلامي الذي اشتهر بسؤاله الأخطر فى حياته كمذيع، والذي وجهه للبرادعي: تعرف البط بيتزغط ازاي؟ بالطبع كان الرد بالأحذية الموجهة نحوه هو الرد الطبيعي من منتقدي دفاعه الدائم عن أعداء الثورة، واتهاماته لرموزها أنهم جميعا مأجورين، وذلك فى أكثر من واقعة، كان أشهرها فى مدينة الأقصر، قبيل سقوطه فى الانتخابات بحصوله على بضع عشرات فقط من الأصوات. "حذاء شفيق" وأخيرا كان ل"أحمد شفيق" المرشح الرئاسي، نصيب فى الرشق بالأحذية، من جانب مئات الرافضين لوصوله إلي أعلي منصب سياسي فى البلاد، وهو الصديق المقرب للمخلوع – مَثَلُه الأعلي باعترافه - وفي عهده وقعت جرائم موقعة الجمل، التى راح فيها من راح من الشهداء، وصاحب التصريح الشهير: "الثورة نجحت للأسف"....... فكان "الحذاء هو الحل"، تجاه أحد أكبر رموز الثورة المضادة الذي يريد أن يجهز علي الثورة من موقع الرئاسة.