الفيلم الذى لم يخدع أحد أطلقها طنطاوى مدوية: مصر .. لن تركع............ وذلك فى تعليقه بشأن ردود الفعل الأميريكية الغاضبة، فور إقدام النظام العسكري الحاكم على مداهمة مراكز حقوقية أجنبية، بتهمة ممارسة العمل بدون ترخيص.
وعلى خطي "المشير" سار "الجنزورى"، فعاد وكررها: مصر ... لن تركع ............. وبدوره "طنطن" إعلام العسكر، مرددا المقولة العصماء، ليل نهار، وتلقفتها ألسنة المحللين الاستراتيجيين مرارا، وبذات الوقت استعر الهجوم على منظمات المجتمع المدني دون استثناء، على أساس أنها جميعا شريكة فى جريمة تلقى التمويل الأجنبي، وتنفيذ أجندت أجنبية وتخريب الوطن، وأعلنت فيالق "العسكري" الحرب – بالمرة - على الحركات السياسية التى كانت لها الفضل فى إسقاط رأس النظام المخلوع "حسنى مبارك". وحتى عندما تصاعدت الضغوط الأميريكية الرسمية وغير الرسمية ضد النظام العسكري، ظن السذج والذين لا يزالون يثقون فى أن "طنطاوى" وجنوده، هم عمود الخيمة الذي لا يجب أن يتزعزع، أنه سوف يقف للعاصفة – التى أثارها بنفسه – وقفة وطنية شامخة فى وجه الصلف الأميريكي، ولكن فجأة ............. سقط القناع وانكشفت حقيقة واحدة مفادها: أن المجلس العسكري، باعتباره امتداد طبيعي للنظام الفاسد الذى أسقطت الثورة (رأسه) فقط، لم يكن ليفرط فى علاقته التاريخية بالولايات المتحدة، التى توصف بأنها "خيار استراتيجي" لا غنى غنه فى ملف علاقات مصر الخارجية، وأن تصريحات من طراز "مصر لن تركع" لم تكن سوى جملة حوارية ساذجة من فيلم ساقط من تمثيل "محمد حسين طنطاوى"، وإخراج "محمد حسنى مبارك" أما البطولة النسائية فهى بالطبع ل"ماما أمريكا". لقد ركعت مصر أمام أمريكا إذن وانبطحت كعادتها إبان العهد البائد، فى مواجهة الكيان الصهيو – أميريكي.......... ركعت مصر، بل وسجدت و"انمسحت" بكرامة قضائها وشعبها الأرض، بأيدي "طنطاوى" ورفاقه من قيادات المجلس العسكري، الذي أراد أن يثبت لشعبه أنه "شجيع السيما" الذى لا يقهر، فأثبت أنه ليس له من الأمر شيئ عندما يتعلق بأى من أمريكا أو "إسرائيل"، وذلك للمرة الثانية على التوالي، وكانت الأولى عندما سقط أيضا فى الاختبار الذى وضعته فيه القيادة العسكرية بتل أبيب، عندما قتلت سبعا من جنود الجيش المصري على الحدود، لكى تختبر إلى أى مدى تغير النظام الحاكم بعد قيام ثورة 25 يناير، فإذا بعسكر مصر، يطمئن حلفاءه فى "إسرائيل" أن: لا شيئ تغير ولو قامت ألف ثورة فى مصر. ركعت مصر .... ولكن الزمن كفيل أن يرفع لها هامتها، ويعيد الشموخ لقامتها، عندما يلقي بأمثال من حطوا من شأنها فى ظلمات التاريخ.